الفلسفة الفلسفة هي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانيّة فيلوسوفيا، وتعني طلب المعرفة أو محبة الحكمة أو عمليّة البحث عن الحقيقة، كما أنها تعبر عن عملية التفكير في طبيعة التفكير والتأمل والتدبير، والفلسفة عموماً تشير إلى النشاط البشري منذ أقدم العصور في ممارسة عمليّة أو نظريّة تمت معرفتها في المجتمعات والثقافات المختلفة.
نشأة الفلسفة ظهرت الفلسفة لأول مرة في اليونان القديمة في القرن السادس قبل الميلاد على يد مجموعةٍ يطلق عليها (الفلاسفة الطبيعيون)، ومنهم أنكسمندر، وطاليس، وأنكسمنس وغيرهم، وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأن محور تفكيرهم كان منصبّاً على الطبيعة والكون.
أما الظهور الأول لكلمة فيلوسوفوس فكانت على لسان فيثاغورس الذي أطلق على نفسه لقب فيلسوف للمرة الأولى، أي العاشق والمحب للحكمة والباحث عن المعرفة. من هنا يتضح لنا بأن الفلسفة تعني البحث المستمر عن الحقيقة والمعرفة ومحبة الحكمة دون الادعاء بامتلاكها.
كان ظهور الفلسفة كنوعٍ من أنواع التفكير العقلاني الذي يقابل التفكير الخيالي أو الأسطوري، والذي كان منتشراً بشكلٍ كبير عند اليونانيين القدماء قبل الظهور الأول للفلسفة.
العوامل التي أدت إلى ظهور الفلسفة
ظهرت الفلسفة نتيجة عددٍ من العوامل، منها:
- العوامل السياسيّة: هي التي تمثّل الأساس في الانتقال من الحكم الديكتاتوري إلى نظام الحكم الديمقراطي، والتي تبيح حريّة التعبير وطرح جميع القضايا للنقاش بشكلٍ علني، وتَمثل هذا الأمر بانتقال الحكم من الأوليغارشيّة – الأقليّة الحاكمة – إلى الدولة المدنيّة الديموقراطيّة، والتي وفرت بدورها مناخاً فكريّاً وسياسيّاً سادت فيه حرية الفكر، والتعبير، والحوار، والمناقشة، والجدال.
- كان للعوامل الاقتصاديّة أثر كبير في ظهور الفلسفة، فنتيجةً للتطور الاقتصادي الكبير الذي شهده المجتمع اليوناني، والمتمثل بتحول النشاط الزراعي والرعوي إلى النشاط الصناعي والتجاري، حيث إن هذا التحول رافقه ظهور العملةِ النقديّة، ومن المعروف بأن استخدام النقود له قدرة كبيرة على تنمية الفكر التجريدي قياساً على عمليّة المقايضة التي تستند على كل ما هو حسي.
- كان للعوامل الثقافيّة وانتشار العديد من العلوم الأثر الكبير في انتشار الفلسفة، كعلوم الفلك والرياضيّات، ولا سيما أن الفلاسفة في ذلك الوقت كانوا في الأساس علماء كفيثاغورس وطاليس، وهذا أدى إلى انتقال الفكر من الميثوس أي التفكير المبني على الخرافة أو الأسطورة، إلى اللوغوس أي الفكر القائم على العقل، وبالإضافة لهذا فإن لانتشار الكتابة الأثر الأكبر في إشاعة الثقافات المختلفة بين عامة الناس، وهذا كله أدى إلى نمو الأفكار الفلسفيّة التي تقوم على النقد والاستدلال والبرهان.