الطيور الزاجلة هي شكل من أشكال الحمام والتي تعدّ من أجود أنواع السلالات وأعظمها، وتتّصف بجمال منظرها وذكائها، وبحبها لموطنها الذي ولدت ونشأت وترعررت فيه، فنراها تعود إليه وإن ذهبت إلى أيّ مكان في العالم؛ رغم اجتيازها مسافاتٍ طويلةٍ، واستخدمت منذ القدم باتخاذها كوسيلةِ اتصال؛ عن طريق وضع رسالة صغيرة في عنقها تحوي معلومات تكتب بقلم يسمى الغبار، وأوراق خفيفةٍ وضئيلةِ السمك، تغلّف وتوضع في أنبوبةٍ صغيرةٍ مصنوعةٍ من الذهب النقيّ المتميّز بخفّة وزنه وقلّة سمكه؛ حتى لا يُشكّل وزناً كبيراً على الطائر بالتالي يؤثر على توازنه أثناء طيرانه، فضلاً عن تنفيذ معظم الأمور الحربيّة، والاقتصاديّة، والتجاريّة، والعسكريّة.
اهتمّ العرب قديماً بالطيور الزاجلة وبتطوير سلالتها، وأنواعها، والأمراض التي تنتقل إليها، وكتبوا العديد من الكتب التي تُوضّح كلّ أمرٍ من أمورها، ووُجد لها مربون يمتلكون الخبرة والدراية الكاملة بوسائل تربيتها والعناية بها. تغنّى بها الشعراء وكتبوا فيها الأشعار التي كانت مصدر إلهام لهم، وأُطلقت عليها العديد من المسميات، ومنها؛ الدباس، والورقاء، وحامل الرسائل، والورّاش، والكارير، والقماري.
أنواع الطيور الزاجلة - الطير القلاب: وترجع أصوله إلى تركيا، ويتّصف هذا الطائر بلياقته الجسديّة، وقوّة جناحيه، ويتميّز بألوانه الجذابة، وهيكله الخارجيّ الجميل، وله قدرةٌ على الطيران لارتفاعات عالية والتي قد يتراوح ارتفاعها إلى كيلو ونصف مترٍ ولمدّة تصل إلى خمس ساعات مستمرّةٍ دون انقطاع، ولُقّب بالقلاب؛ لأنه يستطيع الشقلبة بالهواء مع المحافظة على توازنه.
- الطير الهندي: يستقرّ هذا النوع من الطيور في أمريكا، ويُطلق على هذا النوع اسم الطيور المروحيّة؛ لتواجد ذيل في مؤخرتها يشبه في هيئته المروحة المتحرّكة، جسمه مستدير، ومنقاره طويل، وله قدرة على الطيران لمسافات شاسعة ولفترات زمنيّة طويلة.
- الطير الباكستاني: ويُطلق عليه الطيّار، لقدرته على الطيران لارتفاعات عالية جداً ولفترات زمنية طويلة تصل من خمسَ إلى أربعَ عشرة ساعة، وتعتمد الفترة الزمنيّة على الحالة الجويّة للطقس، ونوع الطائر إلى أيّ فصيلة ينتمي، ويتميّز بلون عينيه الأبيض أو الأسود، ويُغطّي جسمه ريشٌ أبيض.
- الطير البلجيكيّ: يرجع أصله لسلالة باركر، ويُعتبر من الطيور المهجّنة ذات القوّة العضليّة الكبيرة، وله قدرة على التأقلم في أقسى الظروف، ويتّصف برشاقته ولياقته، وكَانَ يستخدم للأمور التجاريّة؛ كناقلٍ لشيفرات البورصات والأسهم.
- الطير الكينج: هي طيور مُهجّنة من سلالتين هما: الحمام الملطيّ والرنت، ومزيج من الطيور الجبليّة والبريّة على مدى عدّة أزمنة، والهدف من تهجينها؛ منحها الصفات الجيّدة، كالقوّة والتحفيز من قدرتها على الطيران لمسافات شاسعة.
- طير الدرجوان: ويطلق عليها باللغة العربيّة التنين، وتعدّ من أقدم سلالات الطيور الزاجلة التي تنتمي لفصيلة الطيور الإنجليزيّة المهجّنة، وتتّصف بمواصلة النظر نحو السماء، وتُتخذ للزينة لمظهرها الجميل الجذّاب.