الثبات بعد رمضان

الثبات بعد رمضان

رمضان المبارك

شهر رمضان المبارك من أفضل الشهور التي اختصها الله تعالى بالأجر العظيم، ففيه يصوم المسلمون من طلوعِ الفجر إلى غروب الشمسِ، حيث إنِّ جميع الأعمال الصالحة فيه يضاعِف الله أجرها، لذلك يسارع المسلمون في هذا الشهر إلى الإكثار من الأعمال الصالحة من قراءة القرآن وقيام الليل والصدقة ومساعدة الناس والابتعاد عن كل ما يغضِب الله تعالى، وعندما ينتهي رمضان يكون المسلم قد اكتسب الكثير من الحسنات.

كما أنَّ شهر رمضان يمتاز بامتلاء المساجد بالمصلين ومقيمي الليل والذاكرين، فنرى المسلمين يتهافتون على المساجد ومن لا يجد مكاناً له داخل المسجد يصلي في ساحة المسجد ويتلذذ بالعبادة والصلاة.

كل هذه المظاهر التي تبدأ مع بداية شهر رمضان نجدها وللأسف تنتهي مع نهاية الشهر، وكأن الطاعة والعبادة هي فقط في شهر رمضان وغيره من الشهور لا تجب فيها الطاعة، فنجد عدداً قليلاً ممن يلتزمون بتأدية الصلاة في المساجد.

نجد المسلم وقد غرّه الشيطان بالطاعات والعبادات التي قام بها خلال الشهر ويقنعه أنّه قد كسب الكثير من الحسنات، التي ستغنيه وتسد مكان السيئات القادمة، فلا توجد مشكلة في التخفيف من هذا الالتزام، وقد رد الله تعالى على مثل من يفكِّر هكذا في سورة المدثر بقوله: "وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ" صدق الله العظيم.

الثبات على الطاعة بعد رمضان

بعد انتهاء شهر رمضان الكريم يجب على كل مسلمٍ أن يثبِّت نفسه على الطاعة وعلى جميع الأعمال الصالحة؛ لاكتساب المزيد من الحسنات وعدم خسارة ما اكتسبه في شهر رمضان، ومن النصائح التي يمكن تقديمها:

  • إلزام النفس في تأدية الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة، فالصلاة في المسجد تثبِّت الإيمان في القلب وتحفِّز المسلم على القيام بالطاعات الأخرى، كما أن الالتقاء مع المسلمين المصلين له شأنٌ عظيمٌ في شحذ الطاقات للإقدام على الطاعة والالتزام بها.
  • قراءة القرآن الكريم باستمرار، فقراءة القرآن تزيد خضوع القلب ورقته وحبه لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلّم، فتخصيص وردٍ يومي يجعل المسلم يشعر أنّه متصل مع الله عز وجل.
  • مجالسة الناس الملتزمين والذين لم تدخل الدنيا في قلوبهم، فالصحبة الصالحة من شأنها أن تشجِع على الالتزام بالعمل الصالِح، وعلى عكس الصحبة السيئة التي تنغمس في ملذات الدنيا مما يجعلها تشجِّع العبد على القيام بالمحرّمات للشعور بالسعادة الزائفة التي يظنون أنهم يعيشونها.
  • تذكير النفس بشكلٍ دائم بالموت الذي يأتي فجاةً من دون سابق إنذارٍ لذلك يجب تحضير النفس لمثل ذلك الوقت الذي لا ينفع فيه العبد غير العمل الصالح.

المقالات المتعلقة بالثبات بعد رمضان