يعد التفكير الناقد أو كما يُسمى علميّاً Critical Thinking أحد أبرز مهارات التفكير الحديث، الّذي يقوم على أساس تحكيم العقل وعدم أخذ الأمور والوقائع والأحداث كمسلمات، والذهاب إلى ما هو أعمق من السطح والقشور، وعدم الخوف من البحث في الأعماق، ودراسة الأسباب والبحث عن التفسيرات والحجج والبراهين التي تثبت صحة أو عدم صحة النظريات والنتائج والمعلومات التي تُعرض على الشخص، حيث يكون للشخص نظرة تميّزه عن غيره، ويتمكن من خلالها أن يفحص مدى انسجام الموضوعات مع الواقع.
علماً أنّ هذا النوع من التفكير يعتبر عكس التفكير التقليدي السردي الذي يقوم على الحفظ، والتلقين، وتكديس المعلومات في العقول، والذي يعد نتيجة حتمية للتعليم البنكي، الذي يتمّ على أساس حشو أدمغة الطلبة والمتعلمين بالمعلومات لفترة معيّنة وإعادتها للمعلمين عن طريق الامتحانات، والّتي على أساسها يتم تقييم الطلبة ويتم تقييم العملية التعليمية.
خصائص التفكير الناقدتتمثّل أبرز خصائص هذا التفكير فيما يلي:
إنّ المرونة والقدرة على التعامل مع المشكلات أو كما تسمى علمياً Problem Solving، يعد من أهم المتطلبات الأساسيّة التي تضمن النجاح الحتمي في كافة الميادين الحياتية، سواء المهنية أو حتى الأكاديمية، وذلك من منطلق أنّ الحياة مليئة بالعقبات والمتاعب، وإذا لم يكن لدى الشخص والجماعة والمنظمات القدرة على التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، فإنّ ذلك سيؤثر سلباً على كافة الأصعدة الحياتية.
إنّ هذه المهارة في التدريس تحديداً تعتبر استراتيجيّة أساسية لتحفيز التحليل، والتفكير، والربط، وطرح الفرضيات، والتنبؤ بها، واستخدام مناهج البحث العلمي لإثبات صحتها من عدمه، حيث يتم استثارة العقول حول وجود مشكلة معيّنة لا بدّ من إيجاد حل مناسب لها، ثم يطلب منهم وضع خطة للحل، علماً أنّ هذا الأسلوب ينمّي لدى الطلبة مهارة التعامل مع الصعوبات بشكل ذاتي، ويقلّل من اتكالهم على غيرهم، وينتج لدينا جيل قادر على التفكير والتصحيح والتقويم.
علماً أنّنا في وطننا العربي في أمس الحاجة لمهارات التفكير السابقة، في ظل سيادة الأنظمة التعليمية القديمة التي باتت لا تناسب الثورة المعلوماتية والتقنية التي يعيشها عالمنا، وهذا ما يقف بيننا وبين الدول المتقدمة التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال أساليب التعليم الحديث وأنتجت أجيالاً مبدعة مبتكرة.
المقالات المتعلقة بالتفكير الناقد وحل المشكلات