تضم منطقة المغرب العربي خمسة أقطار عربية تتمركز في الجزء الغربي من الوطن العربي، وهي: الجزائر، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، وليبيا، ويطلق عليها أيضاً اسم المغرب الكبير. وتمتد مساحة المنطقة إلى أكثر من 5.782.140 كم2، أي ما نسبته 42% من إجمالي مساحة الوطن العربي، وعدد سكان المغرب العربي قد تجاوز 80 ملون نسمة تقريباً.
يكشف التاريخ عن وقوع المنطقة تحت حكم احتلال عددٍ من الإمبراطوريات، إلّا أنّ إثبات الوجود الأكبر كان من نصيب الإمبراطورية البيزنطية خلال الفترة الزمنية الممتدة ما بين العصور القديمة وحتى العصور المتوسطة، واتخذت من القسطنطينية عاصمةً لها.
الاحتلال البيزنطي لبلاد المغرب العربييحظى تاريخ المغرب القديم بمكانة مرموقة في سطور التاريخ العالمي، ويأتي ذلك انطلاقاً لما قدّمه ذلك التاريخ الحافل بالأمجادِ من موروث مادي وأدبي إلّا أنّ الفترة الاستعمارية خلال فترة الاحتلال البيزنطي كانت الأكثر أهمية لدى المؤرخين والباحثين. فقد كانت المنطقة محط أنظار الإمبراطور البيزنطي جوستينيانوس منذ زمن بعيد حيث كان يسعى إلى إنشاء إمبراطورية عالمية في هذه المنطقة لاسترجاع أمجاد الإمبراطورية الرومانية التي كانت خلف الحملة البيزنطية على البلاد، إلّا أنّ ذلك لم يكن السبب الرئيسي لوقوع المغرب العربي تحت راية الاحتلال البيزنطي إنّما يعزى ذلك إلى عدة عوامل مؤثرة من بينها الصراعات الدينية.
كان مطلع شهر سبتمبر من عام 533م هو لحظة نزول الأسطول البيزنطي ووصوله إلى سواحل أفريقيا، حيث كان القائد البيزنطي المسؤول عن الأسطول بليزار حذراً للغاية، إذ ظهر ذلك بمنعه قادته من استخدام القوة والعنوة في دخول قرطاجة، إلّا أنّه أشار لجيوشه في منطقة رأس كابوديه في الجزء الجنوبي من سوسة التونسية بدخولها والتوجه إليها، وحافظ القائد البيزنطي على التسلسل في قطع الأراضي المغربية وجاء ذلك تجنباً للوقوع في الكمائن، وبقي كذلك حتى تمكن من قطع أراضي سوسة، ورأس ديماس، ولمطة، وسيدي خليفة دون أي صعوبات.
أسباب الاحتلال البيزنطي لبلاد المغربالمقالات المتعلقة بالاحتلال البيزنطي لبلاد المغرب