ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

القلب هو العضو الذي يضخّ الدم إلى أجزاء الجسم من خلال عمليتي الانقباض والانبساط؛ ففي حالة الانقباص يتوّزع الدم عبر الشرايين إلى أجزاء الجسم محمّلاً بالأكسجين والغذاء، وفي حالة الانبساط يعود الدم المحمّل بالفضلات وثاني أكسيد الكربون عبر الأوردة إلى القلب ليضخّها إلى الرئتين ومراكز الإخراج في الجسم.

استطاع العلماء بفعل تطور الأدوات والأجهزة الطبية معرفة الضغط الطبيعي للدم وهو في حالة الانقباض 120 مليمتر زئبقي، وفي حالة الانبساط 80 مليمتر زئبقي، كما ينظر البعض إلى أن القراءة الصحيحة للضغط الانقباضي هي 140 مليمتر زئبقي، وأي اختلاف في هذه القراءة فإنه يُشير إلى وجود مشكلةٍ ما في القلب كما أنّ له الكثير من المخاطر على الجسم وربما يصل إلى تهديد حياة الشخص بالوفاة.

ارتفاع ضغط الدم الانقباضي حالة مرضية شائعة خاصةً عند كبار السن حيث يضخّ كميات الدم بقوةٍ أكبر من الطبيعي، ممّا قد يهدد بإصابة الشرايين بالأمراض مثل التصلب، أو الإصابة بالجلطات والسكتات القلبية.

يحدث ارتفاع ضغط الدم الانقباضي عندما تزيد قراءة جهاز الضغط عن 120 مليمتراً زئبقياً أو ما فوق 140مليمتراً زئبقياً؛ ففي المرحلة الأولى تتراوح القراءة ما بين 120 إلى 129 مليمتر زئبقي أو ما بين 140 إلى 149مليمتر زئبقي حسب القيمة المرجعية ، ولكن إذا ارتفعت عن ذلك فإن الشخص يدخل في مرحلة الخطورة.

يظهر هذا المرض بشكلٍ واضحٍ عنما يتجاوز الإنسان عمره الستين؛ حيث يُلاحظ ارتفاع الضغط الانقباضي بينما ضغط الدم الانبساطي يكون طبيعياً، وتسمى هذه الحالة بـ "ارتفاع ضغط الدم الانقباضي الانعزالي". كان الأشخاص قديماً يهتمّون فقط بضغط الدم الانبساطي وبأنه هو ما يشير إلى السلامة من المرض؛ بينما أثبتت الدراسات الحديثة بأن ضغط الدم الانقباضي هو ما يُحدّد الكثير من الإصابات مثل الجلطات وأمراض القلب والشرايين.

تتمحور عملية السيطرة على ارتفاع ضغط الدم الانقباضي على تغيير العادات اليومية والابتعاد عن العادات السيئة التي قد تزيد منه مثل الوزن الزائد والخمول والتدخين، فيجب تناول الطعام الصحيّ الغنيّ بالخضار والفواكه، والتقليل من الأطعمة التي تحتوي على الملح بكثرة والمكسرات، وممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ مستمرٍ وترك التدخين وأماكن تواجد المدخنين.

من النصائح المهمة أيضاً عدم الللجوء بشكلٍ سريعٍ إلى استخدام الأدوية الخافضة للضغط قبل تغيير العادات اليومية، فهذا قد يزيد من خطورة المشكلة، ولكن قد يصف الطبيب الأدوية المناسبة في حال فشلت عملية السيطرة على الروتين اليومي.