أين يكمن خطر العولمة على حقوق الإنسان

أين يكمن خطر العولمة على حقوق الإنسان

حقوق الإنسان وتأثّرها بالعولمة

لكل فترة زمنية خصائص تختلف عن الأخرى، فقديماً كانت المجتمعات تمتاز بالبساطة، والعلاقات المباشرة بين الناس، وكانت الأعمال بسيطة، أمّا مع التطوّر التكنولوجي، والتقدّم العلمي تغيرت المجتمعات، وأصبحت معقدة وبحاجة إلى أخصائيين لدراستها، والأهم من ذلك أنّ هذا التطوّر لم يأتي من فراغ، وإنّما جاء نتيجة تراكم الأحداث التاريخية، ونتيجة وجود رأس المال، ولكن هذا التطوّر ترك العديد من الاَثار الإيجابية، والسلبية، سواء على المجتمع كمجتمع، أو على الناس ككل.

إنّ تطور الأفكار والعلوم جاء نتيجة العقل، وتوفر المال، ولكن الخلاف الذي كان يدور بين الناس حول لمن تُمنح الأولوية: هل تُمنح للعقل أم للمال! ومع تقدّم الزمن، واختلاف العادات بين الشعوب، أصبح كل شعب يمتلك حقوق، وواجبات تُمنح لمواطنيه، لذلك فلكل إنسان الحق في الحصول على حقوقه وبدون تمييزه عن غيره، حيث إنّ هذه الحقوق مترابطة ببعضها ويتم التعبير عنها بأشكال مختلفة: مثل المعاهدات، ومن واجب الدولة أن تحمي كافة حقوق الإنسان بدون تأثرها بنظمها السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، وكما يُريد كل شخص أن يتمتع في حقوقه، فمن واجبه ألّا يعيق تمتع الاَخرين بحقوقهم، ومثال على هذه الحقوق حق التنقل، وحق التعبير.

غزو العولمة للعالم

حوّلت العولمة العالم إلى قرية صغيرة يعرف فيها الجميع بعضهم البعض، وعملت ذلك عندما أدخلت تغيراتها المتعدّدة على كافة مناحي الحياة، وبالأخص من خلال الغزو الاقتصادي، وحدث ذلك عندما تعرض العالم إلى الغزو من قبل الغرب الذي أوجد العديد من التحويلات التي شملت الصناعة، والزراعة، والسياسة وغيرها، وبالتالي اصبحنا لا نستطيع تجاهل اَثرها على الثقافة، ومدى قدرتها في محاولة إخفاء الهوية الأصلية، وتغريب الإنسان، ونشر العنف بين الأفراد، وتنشئتهم عليه حتى يتمّ نشر الفساد في المجتمع.

تترابط العولمة مع حقوق الإنسان فتُركز على حريته، وتقوم بتجريده من كافة حقوقه وأخلاقه حتى يُصبح أسير للمنتجات الغربية، وأيضاً تعمل على عزل الإنسان عن غيره، وتشكل عالمه الخاص المليء بالظلم والجهل والتمرد على الاَخرين، وتهتم أيضاً بالجانب المادي، أي تتجاهل العلاقات الاجتماعية المبنية على التعاون، والتعاطف، فأصبحت موجودة في كل مكان مثلاً من خلال الأقمار الصناعية المحيطة بالناس فتكشف كل شيء، وبالتالي تُلغي الخصوصية، ولا تترك مجال للفرد ليأخذ راحته بالتفكير، وبالتالي يبقى في حالة توتر مستمر في النتائج التي ستحصل له في المستقبل، ومثال على بعض الحقوق التي غزتها العولمة، وحرمت الإنسان منها: حق التعبير، وحق الحصول على المعلومة، وحق التنقّل، فكل هذه الحقوق وغيرها قضت عليها العولمة؛ بإيجاد الإنترنت، والمواصلات.

المقالات المتعلقة بأين يكمن خطر العولمة على حقوق الإنسان