عرف الشّيخ عبد الحميد كشك بخطبه المميزة، فصوته الجهوري وقوّته في بثّ الكلمات التى تهتزّ لها نفوس النّاس وقلوبهم كانت إحدى السّمات المميّزة لشخصيّته، فمن هو الشّيخ عبد الحميد كشك ؟ وما هي أبرز محطّات حياته ؟
نشأته وتعليمهولد عبد الحميد كشك في منطقة شبراخيت في محافظة البحيرة، وقد نشأ ومنذ صغره محبًّا للقرآن والسّنة حتّى أنّه تمكّن من حفظ القرآن الكريم وهو لم يبلغ بعد سنّ الثّانية عشرة من عمره، كما اعتلى منبر أحد المساجد وهو في سنّ الثّانية عشر ليخطب خطبة عصماء اهتزت لها قلوب المصلّين، وقد التحق بالمعهد الدّيني في الإسكندريّة فأبدى نبوغاً وتفوّقاً على أقرانه، وعندما أنهى التّعليم الثّانوي التحق بكلية أصول الدّين في جامعة الأزهر حيث تفتّقت إبداعاته ونبوغه حينما كان يساعد معلّميه في تقديم المحاضرات وتعليم الطّلبة، وقد عيّن عميداً في جامعة الأزهر في سنة 1957 ميلادي لكن حبّ الخطابة ملأ قلبه وشغل عقله فأكمل تعليمه حتّى أنهى مرحلته الجامعيّة وحصل على إجازة التّدريس.
عمله وآراؤهعيّن عبد الحميد كشك إماماً وخطيباً في مسجد الطحّان في القاهرة ثمّ انتقل للخطابة في مسجد منوفي لتستقر الأمور به للخطابة في مسجد عين الحياة بمنطقة حدائق القبّة في القاهرة حيث استمر بالخطابة فيه ما يقارب من عشرين سنة.
في فترة حكم جمال عبد الناصر حصلت خلافات بين الحكم والحركة الإسلاميّة جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من رموز الحركة الإسلاميّة ومن بينهم الشّيخ عبد الحميد كشك، فقام النّظام بإيداعهم في السّجون فأدخل كشك السّجن عام 1965 وقضى ما يقارب العامين والنّصف في سجون طرّة وأبو زعبل والقلعة والسّجن الحربي حيث واجه التّعذيب والّتنكيل، ثمّ أخرج من السّجن بعد ذلك وعاد إلى الخطابة في مسجد عين الحياة .
في فترة حكم السّادات لمصر كان هناك في بداية الأمر انفتاح سياسي على الحركات الإسلاميّة ورموزها، ولكن وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل تصدّى كشك لمهمّة نقد سياسة الحكومة والنّظام، فقام النّظام بسجنه مع عددٍ كبير من الإسلاميّين وذلك سنة 1981 ميلادي، ثمّ أفرج عنه سنة 1982 وعاد إلى الخطابة.
في آخر أيامه رأى عبد الحميد كشك النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام وهو يغسله ففرح بتلك الرّؤيا واستبشر بها، وقد وافته المنيّة وهو ساجد في صلاته بعد أن دعا الله أن يميته على تلك الحال.
المقالات المتعلقة بأين ولد الشيخ عبد الحميد كشك