أين قبر سيدنا علي

أين قبر سيدنا علي

علي بن أبي طالب

أسرّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام يومًا إلى ابن عمّه الصّحابي الجليل علي ابن أبي طالب بحديث حول أجله وطريقة وفاته، فقد سأل النّبي الكريم عليًا عن أشقى النّاس، فقال عليّ رضي الله عنه أنّه أحيمر ثمود عاقر النّاقة، قال النّبي الكريم أشقى النّاس يا عليّ الذي يضربك بالسذيف على رأسك فتبتل منه لحيتك، وقد حفظ عليّ رضي الله عنه هذه النّبوءة فيه حتّى أنّه وفي أواخر عهده وعندما خذله أهل العراق كان يردّد دائمًا عبارة ما الذي يحبس أشقاها حرصًا على مفارقة القوم الظّالمين الذين اتّفقوا على أهوائهم ومصالحهم الشّخصيّة الخاصّة واختلفوا على أميرهم وخليفتهم الذي لم تُعرف له الدّنيا حينئذٍ شبيهًا أو مثيلًا في العلم والشّجاعة والفطنة والبلاغة.

وقد منعه الورع وتقوى الله أن يعمل فيهم ما استنّه غيره من الحكّام والولاة من الدّهاء والمراوغة والحيلة حين قال لولا الإسلام لكنت أدهى النّاس وقد صدق في ذلك فشخصيّته الفذّة اشتملت على أنبل الأخلاق وأجملها .

خلافة علي بن أبي طالب

كانت فترة خلافة سيّدنا علي رضي الله عنه مليئةً بالأحداث التي هزّت أركان الدّولة الإسلاميّة، فإلى جانب مطالبة البعض بالقصاص لمقتل عثمان وتربّصهم بسيّدنا عليّ مرارًا ومحاربته في معارك كثيرة، ظهرت في أواخر عهده فرقة الخوارج المارقة التي خرجت على قيم الإسلام وأحكامه وأحلّت دماء المخالفين بمجرّد حجج واهية واتباع للهوى، وقد حاربهم علي رضي الله عنه في معارك كثيرة وألحق بهم الهزائم المنكرة التي أوجعتهم ومنها معركة النّهروان الشهيرة؛ حيث قتل الآلاف منهم .

ظلّت أوجاع النهروان تقضّ مضاجع بعض الخوارج حيث تسبّبت لهم بالألم الكبير لفقدان أقاربهم وخلاّنهم، فاتفق طغمة الخوارج على قتل رؤوس المسلمين حينئذ وقادتهم وعلى رأسهم الخليفة الرّاشد عليّ رضي الله عنه، وقد كلّفوا عدداً من رجال الخوارج بتنفيذ هذه المهمة فلم ينجح منهم أحد إلا اللّعين أشقى النّاس عبد الرحمن بن ملجم؛ حيث تمكّن من قتل سيّدنا علي رضي الله عنه وهو متوجّه لصلاة الفجر في المسجد .

وقد كانت اللّحظات الأخيرة في حياة الخليفة الرّاشد علي رضي الله عنه مؤلمة للمسلمين؛ حيث أوصى فيها أهل بيته وأوصى النّاس ليؤكّد على قيم الإسلام الصّحيحة ولينهى أهله عن التّمثيل بجثة من قتله وإنّما يقتصّ منه وفق حكم الإسلام. وكانت وفاته رضي الله عنه في السنة الأربعين للهجرة، وتتحدّث الرّوايات عن دفنه في دار الإمارة في الكوفة من قبل أهل بيته حيث يوجد قبره، رحمه الله ورضي عنه.

المقالات المتعلقة بأين قبر سيدنا علي