كوكب الأرض هو أحد كواكب المجموعة الشمسيّة، ويُعتبر كوكب الأرض وفير المياه، ممّا يجعله فريداً بين الكواكب الأخرى. يبعد كوكب الأرض عن الشمس 179.6 مليون كم، والأرض ذات شكل مُنحرف عن المحور بدرجة 23.4°، لذلك الحرارة على كوكب الأرض مُتنوّعة، لذا فكلما ازداد البعد عن خط الاستواء اتّجاه القطبين تنخفض درجات حرارة سطح الأرض، وقد تصل إلى -89 درجةً مئويّةً. يبلغ مُتوسّط درجة الحرارة على سطح كوكب الأرض 22 درجةً مئويّةً، كما أنّ حرارة الأرض تتغيّر بتغيُّر الفصول الأربعة؛ فترتفع الحرارة صيفاً وتنخفض شتاءً.[١]
أكثر المناطق الجغرافيّة حرارة على الأرضتتميّز بعض مناطق العالم بارتفاع درجات حرارتها بشكل غير طبيعيّ لتسجّل درجات حرارة عالية جدّاً. قبل قرن من الزمن وتحديداً سنة 10 يوليو 1913م سُجِّل في وادي الموت أعلى درجة حرارة على سطح الأرض وكانت 56.7° سيليسيوس (134° فهرنهايت). جاء هذا الرقم بعد اتّفاق خبراء الأرصاد الجويّة على هذه المنطقة بعد أن كانت مُسجّلةً باسم مدينة العزيزيّة في الصحراء الليبيّة التي سجلت درجة حرارة وصلت إلى 57.8 درجةً مئويّةً (136° فهرنهايت)، لكن المُنظّمة العالميّة للأرصاد الجويّة ألغت الرقم بحجّة عدم دقّة القياسات الجوية في ذلك الوقت، ومع ذلك يوجد الكثير من المُشكّكين بذلك القرار ومصداقيّته.[٢]
ارتفاع حرارة الأرضيتعرّض كوكب الأرض لارتفاع درجات حرارته سنويّاً نتيجة ظاهرة الاحترار العالميّ، حيث كان عام 2016م هو العام الأكثر سخونةً على الإطلاق خلال العصر الحديث، وهي المرة الثالثة على التّوالي، ممّا يجعل الأرض في خطر نتيجة التغيّر المناخيّ السريع. وحسب الإدارة الوطنيّة للمُحيطات والغلاف الجويّ الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: noaa) فإنّ مناطق مُختلفةً من العالم سجّلت أرقاماً قياسيّةً جديدةً لدرجات الحرارة على سطح الأرض في مناطق، مثل الكويت والهند وإيران. وقالت المُنظّمة أنّ سنة 2016م هي أكثر السنوات حرارةً منذ بداية تسجيل درجات الحرارة سنة 1880م، بارتفاع يُقدَّر بـ 0.04 درجةٍ مئويّة عن سنة 2015م.
سُجِّلَ ارتفاع أكبر من السنوات الماضية في قارات أميركا الشماليّة وأستراليا وآسيا وأوروبا. فعلى سبيل المثال ارتفعت حرارة مدينة فالودي الهنديّة لتصل لـ51 درجةً مئويّةً، لتكون أعلى درجة حرارة مُسجّلة بالهند على الإطلاق. وفي 22 يوليو 2016م سُجّلت بإيران بمدينة دهلران أعلى درجة حرارة بحيث بلغت 53 درجةً مئويّةً، وكانت أعلى درجة حرارة مُسجّلة في قارة آسيا على الإطلاق في الكويت بدرجة بلغت 54 درجةً مئويةً.[٣]
التغيّر المناخيّيَعتبر البروفيسور في علم المناخ من جامعة كلية لندن مارك ماسلين: (إنّ التغيّر المناخي هو أحد أكبر التحدّيات التي تواجهنا في القرن الحادي والعشرين). وقال مدير مكتب الأرصاد الجويّة البريطاني بيتر ستوت: (إنّ المُساهِم الرئيسيّ في تزايد درجة الحرارة خلال الـ 150 عاماً الماضيّة هو التأثير البشري على المناخ عن طريق زيادة انبعاث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي). إنّ الإنسان وبسبب حرقه المُتزايد للوقود الأحفوريّ أدّى لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجويّ، لترتفع درجة حرارة الأرض بشكلٍ ملحوظ.
تُوضِّح كلّ هذه الدراسات والأرقام كميّة الخطر الذي يواجه كوكب الأرض، فبالإضافة لكل ممّا سبق، يُمثّل خطر ذوبان الجليد في الأقطاب تحديّاً إضافيّاً للأرض، فالقطب الشماليّ مثلاً انخفض امتداد الجليد فيه إلى 10.2 مليون كيلومتر مربع، ممّا سيرفع مستوى البحر، وبذلك فهو يُهدّد بغرق الأرض. كما أدّى التغيّر المناخيّ لزيادة تساقط الأمطار في بعض المناطق وانخفاضها في مناطق أخرى، ممّا سيُسبّب تدمير مواطن الحيوانات وتلف المحاصيل الزراعيّة.[٣]
كوارث ناتجة عن الحرارة الشديدةفي العقود الأخيرة الماضية أدّى ارتفاع درجات الحرارة لكوارث قتلت البشر، ومنها:
الهندأصبح ارتفاع درجات الحرارة تحدّياً عالميّاً للشعوب والحكومات نتيجة تأثيرها المُباشر على حياة المواطنين. في الهند أدّى ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يفوق 47 درجةً مئويّةً إلى مقتل أكثر من 1100 شخص خلال أسبوع واحد في سنة 2015م؛ وذلك بسبب ضربات الشمس والجفاف. ووضّح خبراء الأرصاد الجويّة أنّ الأيام التي ترتفع فيها الحرارة عن 45 درجةً مئويّةً قد زادت خلال السنوات الـ15 الأخيرة.[٤]
مصرفي مصر كان ارتفاع الحرارة سبباً في حصاد أرواح المواطنين، حيثُ أعلنت وزارة الصحة المصريّة عن وفاة 95 شخصاً وإصابة 1914 آخرين جرّاء ارتفاع درجة حرارة البلاد في سنة 2015م. وعزى وزير الصحة المصري عادل عدوي (إلى أنّ مُشكلة المناخ عالميّة، وحالات الاحتباس الحراري تحدث).[٥]
فرنسافي موجة حرّ ضربت فرنسا في شهر يوليو من عام 2015م تُوفّي 700 شخص من أنحاء مختلفة من البلاد، كما أُصيب 3850 شخصاً آخرين بحالات مُرتبطة بالبيئة. هذا الرقم من الوفيات يُعتبر مُنخفضاً مقارنةً بسنة 2005م؛ حيثُ أدّى ارتفاع درجات الحرارة لوفاة أكثر من 15 ألف شخص بموجة حرّ غير مسبوقة اجتاحت البلاد.[٦]
باكستانأدى ارتفاع درجة الحرارة إلى 45 درجةً مئويّةً في باكستان، وخاصّةً في المدن الكبيرة مثل كراتشي، إلى وفاة أكثر من 700 شخص. وزاد من حجم الكارثة انقطاع التيار الكهربائيّ بسبب زيادة الطلب على الكهرباء في البلاد. أما أعلى درجة حرارة مُسجّلة في تاريخ باكستان الحديث كان في سنة 1979م، حيثُ وصلت آنذاك إلى 47 درجةً مئويّةً.[٧]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين سجلت أعلى درجة حرارة في العالم