أين دفن سيدنا نوح

أين دفن سيدنا نوح

قصةُ سيدنا نوح عليه السلام

بعثَ الله نبيّه نوحاً عليه السلام إلى قومهِ يدعوهم إلى التوحيدِ وعبادةِ الله وعدم الشرك به، وقد عانى سيدنا نوحٌ ما عانى من دعوة قومه ليلاً ونهاراً وبالسروالعلن وبالترغيب مرّة وبالترهيب تارة لعبادة الله، ولبثَ في دعوته 950 سنة، واستمرّ خلال تلك الفترة بالدعوة دون كللٍ أو مللٍ، وقد ذُكر نبي الله نوحٌ عليه السلام في القرآن الكريم في أربعين موضعاً، وهو أحد أنبياء أولي العزم وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلّم.

قوم نوح عليه السلام

وكان قومُ سيدنا نوحٌ مصرين على ماهم فيه من الكفر والمعصية، ولم يستجيبوا لدعوة سيدنا نوح عليه السلام، ولكن استجاب لدعوته قلةٌ من قومه وكانوا من الفقراء والمضطهدين، وقد عرّفهم نبيهم بربهم الله الواحد الأحد، والذي سوف ينصرهم على ظالميهم بإذن الله تعالى، وقد كان المتكبرون ووجهاء القوم من قوم نوح يسمّونهم بالأراذل؛ وذلك لاعتقادهم بأنّ الآلهة لن تمحوَ فقرهم وبؤسهم الذي هم فيه، وقد كانت معركةُ نوحٍ مع قومه الكافرين أطول معارك الإيمان زمناً، فحزن عليه السلام حزناً شديداً على قومه لإنهم كانوا يزدادون كفراً وعناداً وإصراراً على الكفر، ويجعلون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، ويغطّون ووجهم بثيايهم حتى لا ينظروا إليه، وقد لاحظ سيدنا نوح على مرّ تلك السنين أن عدد الكافرين كان يزداد وعدد المؤمنين لا يزيد وقد ذكر الله عز وجلّ ذلك في القرآن بسورة نوح بقوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) ).

وأمرَ الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح أن يصنعَ سفينةً عظيمةً من ألواحِ الخشبِ وأليافِ الشجرِ تحت نظر الله وحفظه ورعايته، وأوحى إلى نوحٍ بأن لا يشفع للكافرين من قومه لأنه مهلكهم بالغرق لا محالة، وقد سخر قومُه منه وانفجروا ضاحكين لأنّ البحر بعيد جداً وليس من أنهار قريبة لتجري بها السفينة فردّ نبي الله عليهم بقوله تعالى (إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون)، وترقب نوحٌ حدوث الطوفان وجعل الله ثورة بركان في ديار قوم نوح العلامة على ذلك، فهطلت الأمطار بغزارة وصارت الأرض عيوناً تفور منها الماء، وقد أمر الله سيدنا نوحاً بحمل من كل زوجين اثنين من الحيوانات والدوّاب والطيور، وكذلك من آمن معه من قومه وأولاده ونسائه إلاّ من أمر الله تعالى بهلاكهم وهم كنعان ابن نوح وواعلة زوجته، غرقوا جميعاً بالطوفان وذلك جزاء تكذيبهم وكفرهم.

وفاةُ سيدنا نوح ومكان دفنه توفّي سيدنا نوح عليه السلام بعد نزول السفينة بخمسين سنة، وقد اختلف جمهور العلماء بتحديدِ مكان دفنه عليه السلام والراجحُ أنّه دفن حسب الروايات في إحدى الأماكن التالية والله أعلم:
  • الروايةُ الأولى: فيما رواه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه من طريق أبـي البرتي عن المفضل بن محمد عن عبد الله بن أبـي غسان عن جرير عن عطاء، عن عبد الرحمن بن سابط قال:(إنّ قبرَ نوح وهود وشعيب وصالح بـين زمزم وبـين الركن والمقام) وهذه الرواية الأقرب للصواب حسب العلماء والمؤرخين.
  • والروايةُ الثانية: بأرضِ البقاعِ غربي دمشق في بلدة اشتهرت بكركوك نوح.
  • الرواية الثالثة: في مسجد الكوفة.

المقالات المتعلقة بأين دفن سيدنا نوح