جزر الكناري (بالإنجليزية: The Canary Islands) هي أرخبيل بحريّ،[١] يتكوّن من سبع جزر رئيسيّة، وهي: كناريا الكبرى، وفويرتيفنتورا، ولانزاروت، وتنريفي، ولا بالما، ولا غوميرا، وإل هييرو، بالإضافة إلى بضع جزر أصغر حجماً، من أبرزها: ألغرانسا، وغراسيوسا، وجبل كلارا، وروكيه الغربية، وروكيه الشرقية، ولوبوس.[٢] تقع جزر الكناري في المحيط الأطلسي، قُبالة السواحل الأفريقية، لكنها تتبع دولة إسبانيا.[٣] لجزر الكناري عاصمتان رسميتان، هما مدينة سانتا كروث دي تينيريفه، ومدينة لاس بالماس دي غران كناريا.[٤]
المُعتقد الشائع أنّ جزر الكناري سُميّت نسبة لطائر الكناري؛ إلا أنّ الجزر في الحقيقة اكتسبت اسمها من الكلمة اللاتينية "canaria" ومعناها كلب، وذلك لأنّ الأوروبيين وجدوا الكلاب على الجزيرة عند قدومهم لها في البداية، ويُعتقَد أنّ ما وجدوه لم يكن كلاباً بل كان حيوان الفقمة الذي أُطلق عليه الرومان لقب كلب البحر.[٥] أما باللغة العربيّة فيُطلق على جزر الكناري اسم جزر الخالدات.[٦]
موقع جزر الكناريتقع جزر الكناري في المحيط الأطلسي، مُقابل السواحل الشمالية الغربية لقارة أفريقيا،[٣] وتبعد أقرب نقطة للسواحل الأفريقيّة من جزر الكناري مسافة 108 كم.[٣] أما فلكياً فتمتدّ إحداثيات الجزر بين خط طول ′6 °28 شمالاً، وخط عرض ′24 °15 غرباً.[٧] تنقسم جزر الكناري إلى مجموعتين رئيسيّتين من الجزر، الأولى هي مجموعة الجزر الغربيّة، والتي تضمّ جزر تينيريفه، وغران كناريا، ولا بالما، ولا غوميرا، وفيرو، تتميّز هذه المجموعة من الجزر بوجود قمم جبليّة ترتفع من قاع البحر مباشرة، وتتجاوز جميعها ارتفاع 1,200 متر. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة الجزر الشرقيّة، وتضم جزر لانزاروت، وفويرتيفنتورا، بالإضافة إلى ست جزر تُحيط بهضبة تبدأ من تحت سطح البحر تُسمى "كناري ريدج"، وترتفع من قاع المحيط بمسافة 1,400 متر.[٣]
جغرافية جزر الكناري التضاريسجزر الكناري هي أرخبيل بحريّ تكوّن نتيجة انفجارات بركانيّة حدثت منذ ملايين السنين، وهي بذلك تمتلك طبيعة جبليّة بركانيّة، ويُعدّ جبل تيد البركاني الذي يقع على جزيرة تينيريفه أعلى جبل في إسبانيا، وأعلى قمة في جزر الكناري، بالإضافة إلى كونه ثالث أعلى جبل بركانيّ يقع في جزيرة بركانيّة في العالم، وأعلى نقطة تقع فوق مستوى سطح البحر في جزر المحيط الأطلسي؛ حيث يبلغ ارتفاع جبل تيد 3,718 متراً، ويُعتبر الجبل ذا نشاط بركانيّ فعّال، حيث حدث آخر نشاط بركاني له في عام 1909م.[١][٣] أما أخفض نقطة في جزر الكناري فهي المحيط الأطلسي عند 0 متر.[١]
المُناختتمتع جزر الكناري بمُناخ شبه استوائي؛ وتشهد الجزر درجات حرارة دافئة مع تباين قليل في درجات الحرارة بين الفصول. وتبلغ درجات الحرارة صيفاً أوجها في شهر أغسطس، وتصل أقصاها 26 درجة مئويّة تقريباً في فترة الظهيرة، وذلك في مدينة لا بالما على سبيل المثال، بينما شتاء تبلغ درجات الحرارة أدناها 21 درجة مئويّة في شهر يناير، أما معدل التساقط المطري فيُعتبر قليلاً جداً، ومن النادر أن يتجاوز 250 ملم، ويتركز معظمه في شهرَي نوفمبر وديسمبر في جميع مناطق الجزيرة، ما عدا المناطق الشماليّة الشرقيّة من الجزر، التي تُعتبر مهباً للرياح، ويبلغ معدل التساقط المطري فيها 750 ملم.[٣]
سكان جزر الكناريوفق تقديرات عام 2016م بلغ التعداد السكاني لجزر الكناري 2,101,924 نسمة،[٨] موزّعين على الجزر السبع الرئيسة كما يلي:[٩]
الجزيرة عدد السكان (نسمة) تنريفي 891,111 كناريا الكبرى 845,195 لانزاروت 145,084 فويرتيفنتورا 107,521 لا بالما 81,486 لا غوميرا 20,940 إل هييرو 10,587 تاريخ جزر الكنارييعود تاريخ جزر الكناري إلى قديم الزمان، حيث يُشير بعض المؤرّخين إلى أنّ الجزر هي موقع قارة أطلانطس الأسطوريّة.[١٠] ويعود أصل سكان جزر الكاري الأصليين إلى الغوانش، وهم شعوب بربريّة الأصل سكنوا الكناري قديماً. كانت بعثات الملك جوبا الثاني ملك موريتانيا للجزر في عام 40 ق.م سبباً في معرفة الرومان للكناري؛ حيث احتفظ الكاتبان فلوطرخس وبلينيوس الأكبر بكتابات الملك جوبا وعندما عثر الرومان على الكتابات المحفوظة استدلوا على مكان الجزر، حيث يذكر الكاتب وبلينيوس أنّ الجزيرة احتوت على كلاب كبيرة الحجم.[٣]
في عام 999م بدأ العرب بالتوافد إلى جزيرة غران كناريا، وبدؤوا بالتجارة عبرها مع بلدانهم. خلال القرنَين 13 و14 الميلادي زار البحارة البرتغاليون والفرنسيون ومن جنوة ومن مايوركا جزر الكناري، وفي عام 1404م نُصِّبَ جان دي بيثنكورت ملكاً على الجزر بأمر من الملك هنري الثالث ملك قشتالة، واحتل جزر فويرتيفنتورا، ولانزاروت، وفيرو، وفي عام 1406م عاد الملك دي بيثنكورت إلى أوروبا، وورث الحكم في الكناري لابن أخيه ماسيوت، وبين عامَي 1420م و1479م أخضعت قوات برتغاليّة جزيرة غوميرا لحُكمها، ولكن عند إبرام اتفاقية الكاكوفاس في عام 1479م تم الاعتراف بسيادة إسبانيا على الكناري، واستُكمِلَ احتلال بقية الجزر في عام 1496م، وبذلك أصبحت الجزر قاعدة إسبانيّة مهمة، اسخدمها الرحالة كريستوفور كولومبوس لتجديد أسطوله البحري في رحلاته البحرية إلى الأمريكيّتَين.[٣]
في عام 1936م استعمل الجنيرال الإسباني فرانسيسكو فرانكو جزر الكناري كقاعدة أولى للثورة الوطنيّة الإسبانيّة، التي وصلت بعد ذلك إلى المغرب التي كانت تسعمرها إسبانيا،[٣] وبعد وفات الجينرال فرانكو في عام 1975م قامت حركات تُطالب بالاستقلال، أُنشئَت على أثرها ملكيّة دستوريّة ديمقراطيّة في إسبانيا، مما أدى إلى حصول جزر الكناري على حكمها الذاتي.[١١]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين توجد جزر الكناري