ذكر القرآن الكريم الكثير من القصص التي تتحدّث عن الأمم السابقة التي كانت أصحابَ قوةٍ ونفوذٍ، ولكن بعض الأمم جحدوا بهذه النِعَم، فسلّط الله تعالى عليهم قوة دمرتهم، وما ذُكرت قصصهم في القرآن الكريم إلا ليكونوا عبرة لغيرهم من الأمم وإلى قريش خاصةً، فمهما بلغ الإنسان من قوة يجب أن يتذكّر بأن هناك من هو أقوى منه، ومهما بلغ الإنسان من الغنى فيجب أن لا يغيب عن باله بأنّ هناك من هو أغنى منه، ومهما امتلك الإنسان من السلطان فإنّه يجب أن يستذكر أنّه يوجد سلطان أكبر وأقدر منه.
عاد اسم قبيلة مشهورة سكنت في منطقة قريبة من حضرموت في اليمن، بعث الله لهم الرسول هود عليه السلام، فكذبوا هذا الرسول وخالفوه فأرسل الله سبحانه عليهم ريحاً قويةً استمرت سبعة أيام وثماني ليالٍ طمرتهم بالرمال تحت الأرض، فلم يتبقّى منهم إلا الرسول هود عليه السلام ومن آمن معه.
إنّ تحديد موقع أو مكان هذه القبيلة مسألة خلافية اختلف حولها المفسرون والمؤرخون هل عاد اسم قبيلة أو اسم مكان؟ وأين يوجد هذا المكان؟ إلى أن استطاعت بعثة أمريكية اكتشاف موقع تحت الرمال يقع على الحدود المشتركة ما بين اليمن وعمان، وقد عثرت البعثة الأمريكيّة على مجاري مائية تدل على أنّها كانت تقوم في هذا المكان حياة زراعية مزدهرة.
وبعد الدراسة والتمحيص أثبتت هذه البعثة الأمريكية بأن هذه الاكتشافات هي آثار لعاصمة عاد، بعد هذا الاكتشاف نشطت حركة الكشوفات على هذه المنطقة واكتشفوا قلعةً سميكة الجدران لها أبراج، هذه القلعة مقامةٌ على أعمدة ضخمة يصل قطر العمود إلى ثلاثة أمتار وطوله بين 8 ـ 9 أمتار، مما يدلل على أن هذه المدينة كانت غنيةً جداً وكان أهلها مترفون.
على الرغم من هذا الاكتشاف إلّا أنّ بعض المفسرين ومنهم الشيخ حسنين مخلوف ذكر في تفسيره (صفوة البيان لمعاني القرآن ) أنّ عاد هو اسم عاد ابن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وقد سُمّي أولاده باسمه (عاد) وسمي من بعدهم باسم إرم اسم جدهم، ويقول الشيخ حسنين بأن إرم هي قبيلة من عاد مركز قوتهم وعزهم الأول.
وقال مفسّرون آخرون أمثال الطبري والقزويني في تفسيره لمعنى الآية الكريمة بأنّ قوم عاد من القبائل العربية التي اندثرت قبل البعثة النبوية بمئات السنين، سكنت هذه القبائل في مناطق الأحقاف بجوار حضر موت في اليمن .
المقالات المتعلقة بأين تقع مدينة إرم ذات العماد