جُزر موريشيوس (بالإنجليزيّة: Mauritius)؛ هي مَجموعة من الجُزر التي تقع في المحيط الهندي، وتعدّ جزيرة موريشيوس أكبرها وتبعد عن مدغشقر حوالي 800 كم من جهة الشرق، أمّا من الجهة الغربيّة تبعد عن القسم الجنوب غربي للهند بحوالي 4000 كم، ويعدُّ نظام الحكم فيها جمهورياً فتُعرف بمسمّى جمهوريّة موريشيوس، وحصلت على استقلالها عن بريطانيا في عام 1968م.
إنّ الإعلان الرسمي عن قيام النظام الجمهوري في جزر موريشيوس يعود إلى عام 1992م، وتعتبر من الدول الأعضاء ضمن دول الكومنولث، وتُعدُّ مدينة بورت لويس عاصمتها الرسميّة وأكبر مدينة بين مدنها، ويختار المجلس التشريعي المُنتخب من قبل الشعب رئيس الوزراء الذي يعدّ مسؤولاً أمام المجلس عن أداء الحكومة.[١]
جغرافية جزر موريشيوستصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لجُزر موريشيوس إلى 2040 كم²، وتمتدّ أراضيها من الجهة الشماليّة إلى الجهة الجنوبيّة بحوالي 58 كيلومتراً، أمّا من الجهة الشرقيّة إلى الجهة الغربيّة تشكل أراضيها حوالي 43 كيلومتراً. ظهرت الأراضي التابعة لموريشيوس نتيجةً للنشاط البركاني الذي أدّى إلى تراكم العديد من الصخور البركانيّة، وأيضاً نتج عن ذلك ظهور الهضبة المتوسّطة التي تُحيطها مجموعة من الجبال، أمّا في الجهة الشمال شرقيّة تبدأ أراضي موريشيوس في الانحدار باتجاه البحر، ويزداد انحدارها عند الشواطئ الجنوبيّة والغربيّة القريبة من مياه المحيط الهندي، ويعدّ جبل بيتون أعلى منطقة جبليّة؛ إذ يصل ارتفاعه إلى 828م فوق سطح البحر.[٢]
مناخ جزر موريشيوسيُعدّ المناخ العام في جُزر موريشيوس استوائياً بحرياً رطباً، ويرافقه هبوب للرياح من الجهة الجنوب شرقيّة، أمّا درجات الحرارة فتتراوح بين 18 - 30 درجة مئويّة في المناطق عند سطح البحر، ومن 13 - 26 درجة مئويّة في المناطق التي يصل ارتفاعها إلى 460م، ويبدأ موسم فصل الصيف من شهر تشرين الأول (أكتوبر) وصولاً إلى شهر نيسان (أبريل)، أمّا موسم فصل الشتاء يأتي في الفترة الزمنيّة بين شهور حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر). تهبّ رياح تجاريّة من الجهة الجنوب شرقيّة من شهر تشرين الأول (أكتوبر) إلى شهر آذار (مارس)، ويرافقها تَساقط للأمطار الغزيرة على الهضاب والمنحدرات، ويصل متوسّط الأمطار سنوياً إلى أكثر من 500 سم، أمّا في المناطق الساحليّة يُقدّر متوسط هطول الأمطار بحوالي 100 سم، وتهطُل الأمطار يومياً في الفترة الزمنيّة بين شهور نيسان (أبريل) وأيلول (سبتمبر)، وتهب الأعاصير المداريّة أحياناً بين شهر كانون الأول (ديسمبر) وشهر نيسان (أبريل).[٣]
اقتصاد جزر موريشيوسمنذ حُصول موريشيوس على استقلالها شهد قطاعها الاقتصادي تطوّراً ملحوظاً؛ إذ تحول من الاقتصاد منخفض الدخل المعتمد على الزراعة إلى اقتصاد متوسط ومتنوّع الدخل فتطوّرت العديد من المجالات الاقتصاديّة في موريشيوس، ومنها السياحة والقطاع المالي والصناعة، فظهر نمو ملحوظ في القطاع الاقتصادي، ممّا ساهم في تنوع توزيع الدخل، وتحسن الرعاية الصحية العامة للأفراد، والبنية الاقتصاديّة التحتية العامة.[٤]
يعتمد قطاع الاقتصاد في موريشيوس حالياً على السياحة، وصناعة الملابس والنسيج، والسكر، والخدمات المالية، وصيد الأسماك، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتطور العقاري، وتُشكّل زراعة قصب السكر ما يعادل 90% من مساحة الأراضي المخصّصة للمزروعات، وتحرص الحكومة على تعزيز استراتيجية التنمية الخاصة بها ضمن العديد من المجالات الاقتصاديّة.[٤]
تمتلك موريشيوس علاقات تجاريّة مع كلٍّ من الهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وأيضاً تسعى إلى تطبيق برنامج التجارة التفضيليّة لتعزيز الوصول إلى السوق التجاري الأمريكي، وساعدت السياسات الماليّة والاقتصاديّة الخاصة بموريشيوس على تقليل الأثر السلبي الناتج عن الأزمة المالية العالميّة في عام 2008م، وفي عام 2010م شهد قطاع الاقتصاد في موريشيوس نموّاً في الناتج المحلي الإجمالي تراوح بين 3-4%؛ وخصوصاً مع استمرار الحكومة في دعم الاستثمار والتجارة مع جميع دول العالم.[٤]
سكان جزر موريشيوسيصل العدد التقديري لسكان جُزر موريشيوس إلى 1,263,000 نسمة وفقاً لإحصاءات عام 2016م، ويعتبر المجتمع في موريشيوس من المجتمعات المُتنوّعة سكانياً؛ إذ يَحتوي على مجموعات عرقيّة عديدة، فتعود أصول ثلثي السكان إلى باكستان والهند، وأغلبهم وصلوا إلى الجُزر من أجل العمل في الفترة الزمنيّة بين القرن التاسع عشر للميلاد، ومطلع القرن العشرين الميلادي، وتشكل جماعة الكريول رُبع عدد السكان؛ وهم من أصول تختلط بين الفرنسيين والإفريقيين، وهناك أقليات من أصول صينيّة، وفرنسيّة موريشيوسيّة.[٥]
تعتبر اللغة الإنجليزيّة اللغة الرسميّة في موريشيوس، ولكن يستخدمها القليل من السكان، ويتمُّ الاعتماد على الكريول وهي لغة ولهجة محليّة وعاميّة يتحدث بها ما يقارب أربعة أخماس السكان، وأيضاً تُستخدم اللغة البهوجبريّة ذات الأصول الهنديّة بين أعداد قليلة من الأفراد في المجتمع، كما تنتشر الفرنسيّة على نطاقات محدودة، أمّا اللغات المستخدمة الأخرى فهي لغات تقليديّة وقليلة الانتشار مثل الصينيّة والتاميليّة والأرديّة والهنديّة وغيرها. تنتشر الديانة الهندوسيّة بين نصف السكان تقريباً، ويشكل المسيحيون الكاثوليك ما يعادل ثلث الكثافة السكانيّة، وأيضاً ينتشر الإسلام بين مجموعات من السكان.[٥]
الثقافة العامة في جزر موريشيوسيحتوي المجتمع في موريشيوس على خليط من التقاليد والثقافات المتنوعة، والمرتبطة بالشعوب المختلفة التي تعيش على أراضيها؛ إذ إنّ التنوع الديني والعرقي في موريشيوس ساهم في ظهور العديد من المهرجانات والأعياد طيلة أيام السنة، فتقام المهرجانات الهندوسيّة في كلٍّ من شهور شباط (فبراير) وآذار (مارس)، وتشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)، ويحتفل المسلمون في الجُزر بعيد الفطر المبارك بعد نهاية شهر رمضان.[٦]
يحتفل المسيحيون بعيد القديسين في شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وعيد الميلاد في شهر كانون الأول (ديسمبر)، أمّا السكان من أصول صينيّة يحتفلون بعيد الربيع، وأيضاً تنتشر الاحتفالات والمُناسبات السياسيّة والاجتماعيّة؛ إذ يتمُّ الاحتفال بعيد الجمهوريّة في 12 آذار (مارس)، ويوم العمال في الأول من أيار (مايو). توجد مجموعةٌ من المؤسّسات الثقافيّة الوطنيّة التي تهتم في دعم الثقافة العامة في موريشيوس، ومن أهمها المعارض الفنيّة في المدن، ومسرح القصر، ومسرح الميناء، ومعهد موريشيوس الذي يحتوي على متحف للتاريخ، وتنتشر العديد من المكتبات العامة في كافة المناطق.[٦]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين تقع جزر موريشيوس