أهم لغات العالم

أهم لغات العالم

اللغات

اللغات من أهم الأدوات الإنسانية، فهي ركيزة الاتصالات بين البشر، إذ إنّه لولا وجود اللغات لما وجد التواصل البشري كما نعرفه اليوم في شكله الحالي، فالتواصل اليوم مبني على اللغات وليس على ما سبق من الوسائل كالرقص والرسم.

تتعدّد اللغات حول العالم بدرجة كبيرة جداً لا يمكن إحصاؤها بها، فاللغات تخدم الفكر الإنساني بأنّها تمثل الوعاء الذي من خلاله نستطيع لمس الفكرة والتفاعل معها، وهي في الحقيقة الوعاء الأفضل للأفكار ذلك أنها تعبر عن مكنونات العقل والنفس بشكل فعالٍ جداً ومتميز، اللغات أساساً تتكون من أصوات تتربت إلى جانب بعضها البعض فتعطي الكلمة، وتترتّب هذه الكلمات بدورها فتكون الجملة، وهذه الجملة هي اللبنات التي يبنى منها الكلام الإنساني كله.

انتشار اللغات خاضع لعدة عوامل، منها العوامل الدينية، فعلى سبيل المثال يمكن القول أنه لولا القرآن الكريم لما حُفظت اللغة العربية، ولما لاقت هذا الانتشار كلّه ولبقيت محصورة في منطقة جغرافية واحدة هذا إن لم تتعرض لخطر الاندثار، وذلك على الرغم من وجود ميزات في هذه اللغة لا تتوافر في أيّة لغة أخرى منها التنوع الكبير والهائل في مفرداتها، من العوامل الأخرى التي أدت إلى انتشار لغات معينة دوناً عن الأخرى العوامل السياسية وتحديداً الأنشطة الاستعمارية للدول الاستعمارية التي استطاعت من خلال القمع والقتل فرض ثقافتها على سكان الدول المُستعمَرة وإحلالها لتكون بديلاً عن ثقافة ولغة الشعوب الأصلية، وهذه العملية لم تقتصر على دولة مُستعمَرة فقط دون الأخرى، بل شملت الجميع، الهجرات أيضاً من عوامل انتشار اللغات كهجرة الأرمن إلى البلاد العربية في مطلع القرن العشرين، الأمر الذي دفعهم إلى تعلم اللغة العربية مع الاحتفاظ بلغتهم الأرمنية الأصلية.

أهم لغات العالم

يمكننا أن نحدد أهم لغات العالم بالنظر إلى اللغات الرسمية المعتمدة في الأمم المتحدة، كونها تمثل التجمع الأكبر لكافة دول العالم، من هنا يمكننا القول أن أهم اللغات العالمية هي: الإنجليزية، والعربية، والفرنسية، والصينية، والروسية، والإسبانية، ولولا أنّ هذه اللغات ليست هي الأهم في العالم كلّه لما كانت لغات رسمية معتمدة في الأمم المتحدة؛ فهذه اللغات في اللغات المستعملة في اجتماعات الأمم المتحدة، وهي أيضاً التي تكتب بها كافة وثائق ومنشورات الأمم المتحدة.

تستحوذ كل لغة من هذه اللغات الست على مساحة جغرافية كبيرة من مساحة العالم كلّه، إلّا أنّ اللغة الإنجليزية تعتبر حالياً هي الأهم كونها أصبحت لغة عالمية، وهذا ناتج أساساً عن انتشار الثقافة الأمريكية التي تتبنى هذه اللغة في كافّة أنحاء العالم بالإضافة إلى كون هذه اللغة هي اللغة الرسمية في المملكة المتحدة التي كانت تستعمر دولاً ومناطق عديدة من دول ومناطق العالم كلهّ والتي لا تزال إلى اليوم قوة عظمى لا يستهان بها، أمّا اللغتان الفرنسية والإسبانية فهما تنتشران في العديد من دول العالم نتيجة الحملات الاستعمارية الكبيرة التي قامت بهما كل من إسبانيا وفرنسا، حيث استطاعتا فرض ثقافتهما على الدول المحتلة، اللغة العربية اكتسبت انتشاراً بسبب انتشار الديانة الإسلامية، عدا عن أهمية الوطن العربي ومساحته الجغرافية الكبيرة، أمّا اللغتان الروسية والصينية بدورهما لاقتا انتشاراً واسعاً وضخماً، فعدد الناطقين بهما عدد كبير جداً بالنسبة لعدد سكان العالم.

إلى جانب الانتشار الواسع لهذه اللغات فإنه لا يمكن إغفال عامل الدول العظمى فعلى الرغم من الانتشار الواسع للغتين الروسية والفرنسية إلّا أنّ انتشار اللغة الهندية -على سبيل المثال- أكبر، ولكنها ليست لغة مهمة بالنسبة للعالم، فأهميّة اللغة الفرنسية أو الروسية نابع أساساً من أهميّة فرنسا وروسيا إلى جانب الانتشار، فقوّة الدول الناطقة بهذه اللغات مقدم في بعض الأحيان على انتشار اللغة بين سكان الأرض.

المقالات المتعلقة بأهم لغات العالم