كان التدريس فيما سبق فرصةً لا يحصل عليها الجميع، ومن يحصل عليها يكون ممتّناً لحسن حظه، ويكون بسبب ما أُتيح له مؤهّلاً للعمل في مكانٍ مرموق، والآن التعليم فرصة للجميع، وغالباً ما يحصل عليها أغلب الأطفال، فلم يعد شعور المنزلة والمكانة يراود أطفالنا في المدرسة، وصارت المدارس مكاناً لحجز حريّة الطفل؛ أو هذا ما يشعر به بعض أطفالنا، لذلك بات على المعلّم وقطاع التعليم كافّةً التفكير بطرق جميلة وممتعة تجذب الطفل للتعليم، فجيلٌ لا يحبّ المدرسة هو جيلٌ من الفاشلين.
ونتيجةً لذلك كانت الوسائل التعليميّة فكرةً ممتازةً لجذب الطالب للمادة التعليمية؛ فالمجسّمات والصور المحسوسة هي ذات معانٍ، وتشعر الطفل بالفضول ليعرف أهدافها، فمنذ بدء الخلق علّم الله قابيل كيف يدفن أوّل موتى الأرض، وذلك بأن مثّل له غرابا يدفن أخاه الغراب، فتعلّم قابيل دون شرح مفصل كيفيّة الدفن.
وقد استخدم رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم عدّة وسائل في تعليم أصحابة أموراً شتى مختلفة، فعندما علّمهم أنّ: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) شبك أصابعه بعضها ببعض؛ فالوسائل مهمّة للتوضيح، ولأنّ الغالبيَّة تتمتع بقدرة بصرية أفضل من السمعيّة على الحفظ يجب الحفاظ على الوسائل؛ فالوسائل التعليميّة البصرية أو السمعيَّة ستشعر الطالب بالمتعة والإثارة والتشويق، وتساعد الطالب على حفظ وترسيخ المعلومات في ذاكرته الدائمة.
وتقول قواعد علم النفس المهمّة: «ما نُسي شيءٌ اشتركت في دراسته حاستان أو أكثر»، ومن المهم أن يقتنع المعلّم أنّه باستخدام الوسائل التعليمية ستصل المعلومات للطالب بشكلٍ أسهل وبوقت أقل، ويمكن طرح مثال سهل، فلشرح درس عن الصخور النارية والرسوبيّة والمتحوّلة سيحتاج المعلم للفت نظر وخيال الطالب؛ حيث إنّ وصف الملمس وحجم الحبيبات والألوان والقساوة كلّ هذا يحتاج لساعاتٍ كي يستطيع الطالب التفريق بشكلٍ واضحٍ وسليم بين الأنواع المُختلفة، لكن يكفي أن يحضر المعلّم صخرين من كل نوع ليحصل على فهم أفضل من قبل الطلّاب وليجذب انتباههم.
أهمية الوسائل التعليميّةستشعر كمعلم أو كطالب عند استعمال الوسائل التعليميّة بروح المتعة، والنشاط، والتشويق، والإثارة في الصف بشكلٍ عام، وسيكون الطلّاب كافّةً في حالة تركيز معك ومع ما تقوم به خطوة بخطوة، وكما ذكرت فهي أسهل لجذب الطالب وإيصال المعلومة له بشكل أسهل وأسرع، ولضمان استمرار المعلومة في ذاكرته.
وباستخدام الوسائل التعليميّة سيشعر الطالب بمدى تميّز معلّمه، وقدرته على الابتكار والتجديد، وكسر ملل ورتابة الحصة التعليميّة، لتصبح الحصص أكثر متعةً، ولتحثّ الطالب على التفكير والتحدي، وتقوّي قدرة الطالب على الملاحظة والتفكّر والمقارنة، لتجعل المادّة مفضّلةً للطالب، وتزيد من خبرة الطالب وتقرّبه من العالم الواقعي، وتساهم بتحفيز جميع الحواس، وتقلّل من الشرح الزائد المُضجر أحياناً، وبالتأكيد ترسّخ الفهم السليم، وتزيد من الإيجابيّة للطالب، وتعزّزه للاجتهاد، وتراعي الأساليب التعليميّة الفروق الفردية، وتنظّم أفكار الطالب، وتعدل السلوك، وتكوّن الاتّجاهات السليمة.
المقالات المتعلقة بأهمية الوسائل التعليمية