قال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"؛ الماء بخصائصه، من أكثر الموادّ انتشاراً على سطح الكرة الأرضيّة؛ حيث تشغل المسطّحات المائيّة ما يقارب ثلاثة أرباع سطح الأرض، وهو الأساس في استمراريّة وبقاء الكائنات الحيّة على قيد الحياة، ويُشكّل الماء ثلثي وزن جسم الإنسان؛ فالماء ضروريّ للقيام بالعمليّات البيوكيميائيّة، والتي تحدث داخل الخلايا في جسم الإنسان، وتُعدّ هذه الخلايا بالأساس بيئةً مائيّة؛ حيث يقوم الماء بنقل المواد الذائبة من مكان لآخر في الجسم داخل الخلايا، وأيّ نقص في الماء يؤدّي إلى الضيق والموت.
أهميّة الماءأشار بعض الباحثين والدراسين في علم التطوّر إلى (الاعتقاد) بأنّ الخلايا الحيّة الأولى قد نشأت وتطوّرت في مياه المحيطات القديمة، لما للماء من أهمّيّة بالغة في حياة الإنسان بشكل خاصّ وجميع الكائنات الحيّة عامّة، ومن صفات الماء أنّ جزيئاته جزيئات قطبيّة، فنجد أنّ كلّ جزيء مكّون من الجانب الكيميائيّ، من ذرّة أكسجين واحدة وذرتي هيدروجين، وجزيء الماء القطبيّ له خاصيّة مغناطيسيّة؛ فالقطب الّذي يحمل ذرة الأكسجين، يحمل بالتالي شحنةً كهربائيّة سالبة، والجزء الذي توجد فيه ذرتان من الهيدروجين نجده يحمل شحنةً كهربائيّة موجبة، وهذا يؤدّي إلى جعل جزيئات الماء تنجذب نحو الجزيئات الأخرى، وتنجذب بالتالي الواحدة باتجاه للأخرى، وهذا يفسّر أهميّة الماء، فعلى سبيل المثال إنّ العديد من المواد تذوب داخل جزيئات الماء مشكّلةً سطحاً قويّاً.
المقالات المتعلقة بأهمية المياه في حياة الإنسان