يحظى العالم الإسلاميّ بالعديد من المدن والمعالم ذات الرمز التاريخيّ والدينيّ في آن معاً، ولهذه المعالم أهميّة عظمى تقتضي منّا أن نحافظ عليها من أيّ عبث، أو تدمير، أو إساءة. وكل بلد من بلاد المسلمين له خصوصيّة وأهميّة بالغة بقدر ما دلّت عليه نصوص الشريعة ووصايا الأوّلين من الأطهار من الأنبياء، والصدّيقين، والصحابة، والتابعين.
وفي مطلع الحديث عن أهميّة المكان نتحدّث عن مكّة أمّ القرى وقبلة الإسلام والمسلمين، ونتحدّث عن المدينة المنوّرة وعلى ساكنها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وفي هذا الشأن نذكر المدينة الدينيّة الثالثة وهي القدس؛ نعم إنّ القدس مدينة دينية ذات مكانة عريقة في نفوس المسلمين في كل مكان، وهي من المدن التي دلّت على أهميّتها نصوص الدين الواضحة في القرآن والسنّة.
أهميّة القدس الدينيّة - في القدس يقع المسجد الأقصى الذي هو من أقدم المساجد بعد الكعبة المشرفة في مكّة المكرّمة، حيث بني المسجد الأقصى بعد الكعبة المُشرّفة بأربعين عام. وهناك اختلاف فيمن بناه أوّل مرّة، فمنهُم من يقول أنَّ الذي بناه هوَ آدم عليه السلام، ومنهُم من يقول أنّهم الملائكة، ولكن لا توجد دلائل واضحة على من بناه بالفعل ولكن لا اختلاف على أنّهُ غاية في القِدَم.
- في القدس كانت أوّل قبلة في الإسلام وهو المسجد الأقصى وهو ثالث الحرمين الشريفين، والصلاة في المسجد الاقصى تعدل أجر خمسمئة صلاة فيما غيره من المساجد، ما عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- إلى القدس كانت رحلة الإسراء والمعراج بالنبيّ الكريم مُحمّد "صلّى الله عليه وسلّم"، ومنها أُعرج به إلى السماوات العُلى، حيث إنَّ الإسراء بالرسول كان من المسجد الحرام في مكّة المُكرّمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف.
- القدس أرض الديانات السماويّة وفيها كانَ الأنبياء، فقد عاش فيها عيسى عليه السلام والخليل إبراهيم عليه السلام، وفيها صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بجميع الأنبياء ليلة الإسراء والمعراج وهذا أعظم اجتماعٍ عرفتهُ البشريّة.
- للقُدس أهميّةٌ عُظمى في نُفوس المسلمين خُصوصاً وهي تُعاني الآن احتلالاً غاشماً من اليهود عليهم لعنة الله، فاستِباحتهم للأراضي وقتلهم للأبرياء من أهلها وإخراجهم من ديارهم يعني أنّها أرضٌ ميعاد وتاريخٌ قادم وأمرٌ جلل، فعيون اليهود عليها بشغَف لأمرٍ يُرونه في دينهم ويبحثونَ عنه، ولكن لأهل الإسلام في أعماقهِم حبٌّ لها وتعظيم من أن تُراق فيها الدماء وتُنتهك الحُرمات.
- في القُدس تقع الصخرة المُشرَّفة التي بُنيت فوقها قُبّةٌ جميلة أصبحت رمزاً للقُدس وهي قُبّة الصخرة، ولكنّها ليست أكثر أهميّةً من المسجد الأقصى الذي شغلت وسائل الإعلام عيون الناس عنهُ إلى غيره.