ظهرت الصحافة قديماً وعلى الرغم من اختلاف شكلها الآن عن شكلها سابقاً إلّا إنّ الهدف منها لم يتغيّر، ويتجلّى غرض الصحافة في نشر المعلومات للناس، أمّا تاريخها فيرجع إلى البابليين حيث عيّنوا كاتباً مهمته تسجيل الأحداث اليوميّة المهمة، كما ظهرت في الصين جريدة رسميّة كانت تُدعى إمبراطوريّة الشّمس استمرّ إنتاجها مدة 1500 عام، وفي روما كان ظهور الصحافة عن طريق نشر وإيصال الأحكام القضائيّة والأحداث المهمة إلى الشعب.[١]
تعريف الصحافة الصحافة لغةًورد تعريف الصحافة في معاجم كثيرة، ففي معجم المعاني الجامع الصحافة هي: (مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة، أو مجلّة، والنّسبة إليها: صِحافيّ)، وصِحافة الصُّور هي: (صحافة تعتمد أساساً على الصُّور)، أما الصِّحَافَةُ الوَطَنِيَّةُ فهي: (مَجْمُوعُ الْجَرَائِدِ، وَالنَّشَرَاتِ، وَالْمَجَلاَّتِ الَّتِي تَصْدُرُ فِي أَرْجَاءِ الوَطَنِ)، وفي قاموس المعجم الوسيط ومعجم اللغة العربيَّة المُعاصِر ورد لفظ صِحَافَة كما يلي: اخْتَارَ الصِّحَافَةَ مِهْنَةً: (العَمَلُ فِي الْجَرَائِدِ وَالْمَجَلاَّتِ وَوَسَائِلِ الإِعْلاَمِ؛ أَيْ تَتَبُّعُ الأَخْبَارِ، وَكِتَابَةُ التَّعَالِيقِ، وَالتَّحْقِيقَاتِ، وَالْمَقَالاَتِ)، وجاء أيضاً: الصِّحَافَةُ: (حِرْفَةٌ وَرِسَالَةٌ)،[٢] وجاء في معجم الرائد أنّ الصحافة هي الفن القائم على كتابة الجرائد والمجلات.[٣]
الصحافة اصطلاحاًتُعرّف الصحافة اصطلاحاً بأنّها المهنة المعتمِدة على جمع الأخبار المستجدة والعمل عليها من تحليل وتدقيق والتحقق من صحتها قبل أن يتمّ نشرها للجمهور، وتكون الأخبار سياسيّة، أو ثقافيّة، أو رياضيّة، أو محليّة، إضافةً إلى الكثير من المجالات الأُخرى،[٤] وتمنح الصحافة الفرد القدرة على معرفة الأحداث المستجدة من حوله في شؤون الحياة المختلفة وهي ما يغذي تفكيره باستمرار.[٣]
أهميّة الصحافةتكمُن أهميّة الصحافة في تزويد الأفراد والجماعات بالمعلومات التي يحتاجونها في حياتهم والمهمة في صنع القرارات على مستوى الفرد والمجتمع والحكومة،[٥] وتتجلى رسالتها في بناء جيلٍ واعٍ يسير على المبادئ والأخلاق الرفيعة، كما تسعى لنشر المعرفة والثقافة بين الشعوب،[٦] وتنقل الصحافة الأخبار المستجدة على مُختلف الأصعدة؛ حيث تُعدّ الأخبار وسيلةً من وسائل الاتصالات التي تُحيط الأفراد عِلماً بما يحدث في العالم من حولهم،[٥] وتُولي الدول المتقدمة أهميّةً كبرى للصحافة، فتدعمُها وتُوجهها توجيهاً هادفاً لأداء رسالتها على أكمل وجه، كما يتمّ الحُكم على تقدّم شعبٍ معين من خلال تقدّم وتطور صحافته وانتشارها بين أفراد المجتمع، ويرتبط تطوّر الصحافة في أيّ دولةٍ بعلوّ المستوى العلمي لأبنائها، فكلّما تقدم المستوى العلمي ارتقت الصحافة وتطوّرت وانتشرت،[٧]
تحمي الصحافة المجتمع من أيّ شيءٍ يُساهم في إيذائه وتشويهه من أفكار هدامة وسلوكيّات منحرفة ومشبوهة، كما تكشف الحقائق المُستترة وتساعد الأفراد على الاستنارة بطريقها، وتجعل العالم قريةً صغيرةً من خلال انتشار الأخبار بين جميع أنحاء العالم، فيعلم أفراد دولةٍ معينةٍ أخبار دولةٍ أُخرى، وتتميز الصحافة المكتوبة عن غيرها من الوسائل الأُخرى مثل التلفاز بأنّ الأخبار تبقى موجودةً ومُدوّنةً، وتمنح القارئ القدرة على الرجوع إليها وقراءتها متى أراد ذلك، فيستفيد من لم يكن لديه الوقت الكافي لمتابعة الأخبار على شاشة التلفاز أو سماعها من خلال المذياع.[٧]
تُنير الصحافة طريق العلم لمن يطلبه، وتُسلّط أضواءها على الإيجابيّات والسلبيّات الظاهرة في المجتمع، فيعمَد المسؤولون إلى إكمال النواقص وإصلاح الاعوجاج الحاصل، ويُتقن كلّ عاملٍ عمله وتعود الفائدة على الجميع، وتُعبّر الصحافة عن حاجات الأمم وآراء شُعوبها، كما أنّها تنشر أخبار البلاد وأحوالها وإنجازاتها، ويتمّ بواسطتها تقديم النُصح والإرشاد لأفراد المجتمع، وهي الوسيلة التي تنشر أفكار وتوجهات الدول وتعليماتها ومواقفها من الأحداث المستجدة، فيسهل بذلك معرفة توجُّهات دولة ما وتعليماتها عن طريق صحافتها؛ حيث إنّ لكلّ دولةٍ من الدول صحيفة خاصة بها تنطق باسم حكومتها وتُعبّر عن رأيها،[٧] كما تُسلّط الصحافة الضوء على القضايا المهمّة في العالم خاصةً في حالات النزاعات والثورات والحروب، إضافةً إلى الأحداث السياسيّة التي تستجدّ يومياً، كما أنّها تُلاحِق الأشخاص الفاسدين وتُثير القضايا العامة التي تهمّ كافة الأفراد؛ إذ لا يقتصر عمل الصحافة في مجال معين، فهي جامعة لمختلف المجالات التي يهتمّ بها المواطنون.[٨][٦]
دور الصحفي في المجتمعتُعدّ مهمّة الصحفي من أصعب المهمّات؛ حيث تُحيط به الكثير من المخاطر، كما أنّها مهمّة نبيلة، فالصحفي كالرقيب الذي يترصد الأحداث ويكتشف الحقائق لإيصالها إلى الرأي العام دون تشويه، فيواجه كل ما يعترض طريقه من مشكلاتٍ ومخاطر في سبيل أداء دوره على أكمل وجه، ولتحقيق ما يصبو إليه من كشف الحقائق وخدمة الجمهور والرأي العام وأداء مهامه بشكلٍ سليم، لا بدّ أن يكون واعياً ومثقّفاً ولديه الخبرة الكافيّة لكتابة ما يحصل عليه من معلومات بطريقةٍ حياديّةٍ ونزيهة، وأن يأخذ بعين الاعتبار مصالح أمةٍ بأكملها وليس مصالح جماعة مُعيّنة.[٩]
يحمل الصحفي قضيّةً معيّنةً نَصب عينيه ويسعى للوصول إلى الحقائق، فيجب عليه أن يحافظ على شروط مهنته ويتّبعها، كما يجب عليه أن يلتزم بالمبادئ العامة لها ومعاييرها، وهناك مجموعة من المبادئ والأُسس التي يجب على الصحفيّ والمؤسسة الالتزام بها لحماية الصحفيّ وبيئة الصحافة وضمان حقوق الطرفين، كما أنّ هناك مجموعة من الحقوق التي يجب ضمانها للجمهور، وهذه المبادئ والحقوق هي:[٩][١٠]
المقالات المتعلقة بأهمية الصحافة