أهمية التخطيط التربوي

أهمية التخطيط التربوي

مقدّمة

مفهوم التربية أوسع من مفهوم التعليم، فالتربية هي العمليّة التي تهدف إلى تنمية الإنسان في كل الجوانب التي تتعلق به جسديّاً، وعقليّاً، وروحيّاً، ونفسيّاً، ومن هنا فإنّ وظيفة التربية الأساسية هي إنشاء جيل صالح قادر على بناء نفسه أوّلاً، وأمّته ثانياً، والعالم الذي يعيش فيه ثالثاً، فالتربية أساس لكل إنسان لا يمكنه أبداً أن يعيش أو أن يبني حياته إن لم يكن هذا الأساس موجوداً.، أمّا التعليم فهو عمليّة يستطيع الفرد من خلالها اكتساب مهارة معينة من خلال التعلم الذاتيّ إن أمكن، أو من خلال تلقي العلم عن شخص تشرَّب هذه المهارة بالطريقة المثلى.

أهمّيّة التخطيط التربويّ

تتضمّن عمليّة التخطيط العديد من النقاط والعناصر البارزة؛ فمثلاً تتضمن هذه العمليّة التخطيط والإعداد للمستقبل، وبعد النظر، والاستمراريّة، والدراسات، وترتيب الأولويّات، وتحقيق الأهداف، وتنظيم الوقت واستغلاله، وتوظيف كافّة الإمكانيّات البشريّة المتوفّرة، ومن هنا يمكن القول إن عمليّة التخطيط التربوي هي عمليّة هامّة جدّاً، وتبرز أهميّتها في جوانب عدّة منها: ّ

  • يتكامل مع التخطيط الاقتصاديّ للدولة، فالتخطيط التربويّ هو الذي يلبّي احتياجات سوق العمل وحاجات الدولة الاقتصاديّة، وقد تنامت هذه الأهمّيّة بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، فالاقتصاد اليوم قائم على المعرفة، فالمعرفة حاليّاً هي التي تعطي المنتجات المختلفة قيمتها، لهذا فقد كان من الضروريّ أن يكون هناك تكامل اقتصاديّ تربويّ من أجل أن تنهض الدولة وتقف على قدميها في أقرب وقت ممكن.
  • يُساعد على وضع الخطط التربويّة التي تقدّم الحلول لكافّة المشكلات التي تعترض عمليّة التربية، حيث تتميّز مشكلات التربية بأنّها مشكلات متداخلة مع بعضها البعض، لهذا فإن الحلول يجب أن تكون من جنس المشاكل حتّى تكون ناجعة.
  • يساعد ويأخذ بعين الاعتبار التطوّرات التقنية القادمة، ويعمل على توظيفها بالشكل الأمثل في كافّة الأماكن المختلفة المناسبة له وبالطريقة المثلى، من أجل الاستفادة منها إلى أقصى حدّ ودرجة ممكنتين.
  • العمل على إصلاح المناهج التعليميّة، وتحسين طرق إيصال المعلومات المختلفة، بالإضافة إلى تحسين كل ما يتعلّق من قريب أو من بعيد بالعمليّة التعليميّة.
  • خلق التكامل بين مختلف أجزاء العمليّة التعليميّة من بدايتها إلى المراحل العليا والمتقدّمة منها، فالعمليّة التعليميّة تؤخذ كوحدة واحدة، وتعامل ككلّ، فبداياتها تؤثّر في نهاياتها، لهذا السبب فإنّه لا يمكن الفصل بين المراحل أبداً.

هناك ثلاث أنواع رئيسيّة للتخطيط التربويّ وهي؛ التخطيط التربويّ على المدى الطويل وهو الذي تزيد مدّته على حوالي العشرين عاماً، أمّا النوع الثاني فهو التخطيط التربويّ متوسّط المدى وهو الذي تمتدّ مدّته إلى حوالي خمسة عشر عاماً في الحدّ الأعلى وخمسة أعوام في الحدّ الأدنى، وأخيراً هنا التخطيط التربويّ قصير المدّة والذي تتراوح مدّته بين العام الواحد والثلاثة أعوام.

 

المقالات المتعلقة بأهمية التخطيط التربوي