أهمية البحر الأحمر

يطلق على البحر الأحمر عدّة تسميات، من ضمنِها بحر الفلزم، وبحر الحبشة، ويُعتبر البحر الأحمرُ والخليج العربيّ مدخلاً لمياه بحر المحيط الهنديّ، ويقع بين قارتيْن هما أفريقيا وآسيا، ويتصلُ مع المحيط من الجهة الجنوبيّة عن طريق مضيق باب المندب، وخليج عدن، أمّا من الشمال فيحدّه شبه جزيرة سيناء، وخليج السويس، وخليج العقبة، ويعتبر البحر الأحمر أحد المحميّات البيئية التي حددت من قبل الصندوق العالميّ للحياة البريّة، والتي يبلغُ عددها مئتيْن.

يقع على جزء من وادي المتصدّع الكبير، وتقدّرُ مساحتها بحوالي 438.000 كم²، ويبلغ طولها ما يقارب 2.250 كم²، وأوسع نقطة فيه تُقدّر ب 355 كيلومتراً، أما فيما يتعلق بأقصى عمق فيصل إلى 2.211 متراً، ويبلغُ متوسّط العمق فيه حوالي 490 متراً، وهناك عدة أرصفة ضحلة واسعة النطاق، ويوجدُ فيها الكثير من الكائنات البحريّة، والشعب المرجانيّة، وهي موطنٌ لأكثر من ألف نوع من اللّافقاريات، ومئتيْ نوع من الشعاب المرجانيّة الصلبة واللينة.

تصل نسبة الملوحة في البحر الأحمر إلى أكثر من المتوسّط العالميّ، أي ما يعادل أربعة بالمئة، وذلك يعودُ لمجموعة من العوامل، وهي ارتفاع نسبة التبخّر بسبب قلّة الأمطار، وعدم وجود أنهار تصبّ فيه، والاتصال المحدود بينه وبين المحيط الهندي، وزيادة عدد الجزر البركانيّة وسط البحر.

يعتبرُ البحر الأحمر أحدَ طرق الملاحة الأساسيّة في العالم، حيث يربط بين ثلاثِ قارّات، وهي: أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، و لقناة السويس الموجودة في شماله أهميّة استراتيجيّة دوليّة مهمّة، وأغلب الدول المطلّة عليه هي دول عربية، باستثناء فلسطين، وإريتريا، وهناك العديد من السواحل العربية المطلّة عليه، مثل سواحل مصر، والسعوديّة، والأردنّ، والسودان، والصومال، وجيبوتي، واليمن، وتقدّرُ نسبة مجموع هذه السواحل 90% من إجمالي سواحل البحر الأحمر.

يعتبرُ البحر الأحمر معبراً رئيسيّاً لتصدير النفط من دول الخليج العربيّ إلى الأسواق العالميّة، كما أنّه المنفذ الجنوبيّ الوحيد لدولة فلسطين، والذي يربطُ بين التجارة الراغبة في الوصول من البحر الأبيض المتوسّط، والمحيط الهندي، وبحر العرب، وله مكانةٌ كبيرة في العديد من المجالات، وهي السياسيّة، والجغرافيّة، والاستراتيجيّة.

نظراً لأهميّته الكبيرة فقد حرصت العديد من القوى الكبرى للحصول عليه، وجعله منطقة نفوذ تابعة لها، ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكيّة، وفرنسا، والاتحاد السوفييتي، وإنجلتزا، وقد برزت أهمية البحر الأحمر في أوقات الحروب والأزمات، ففي حرب أكتوبر في عام 1973م تمّ إغلاق اليمن من مضيف باب المندب أمام الملاحة الإسرائيليّة بالتعاون مع جمهوريّة مصر العربيّة، وأيضاً في حرب الخليج الثانية عام 1991م مرّت عبره مختلفُ أنواع العتاد الحربيّ.