يعتبر علم النفس التربوي كغيره من العلوم التي تُعنى بدراسة النفس البشرية في جميع ظروفها وأحوالها، والتي تندرج تحت ما يُسمى علم النفس العام، فهو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني في المواقف التربوية خلال عملية التعلم بجميع عناصرها وظروفها، كدراسة المتطلبات النفسية لإتمام العملية التربوية، وفهم آليات عملية التعلم، ودوافع السلوك، والعمليات العقلية، والتوجيه التربوي، والفروق الفردية، وغيرها من المواضيع التي تصب جميعها في البيئة التعليمية، وكل ما يؤثر بها، إذا فهو علم يعمل على تطبيق الدراسات والبحوث الخاصة بالبيئة التربويّة من خلال إثراء القائمين على عمليّة التعلم بالمفاهيم والمبادئ، والأساليب الحديثة، والأسس النظريّة المهمة واللازمة لإتمام عملية التعلم والتعليم، بالإضافة إلى معرفة وتحديد المشكلات التربوية، وطرق حلها المناسبة والتخلص منها.[١][٢]
أهداف علم النفس التربويتسعى العلوم المختلفة بشكل عام إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة ألا وهي: الفهم، والتنبؤ، والضبط، فيجتهد العلماء في فهم الظاهرة المعنية وآلية حدوثها، مع محاوله التنبؤ بالزمن، والسبب الذي يُؤدي إلى ظهورها مستقبلاً، ثم مُحاولة إخضاعها للسيطرة والتحكم بها، وكما هو الحال في علم النفس التربوي، فإنه يسعى إلى فهم الظواهر السلوكيّة المتعلقة بالعمليّة التعليميّة، والتنبؤ بحدوث المواقف التعليميّة، وفي النهاية ضبطها ومحاولة السيطرة عليها، وكما تُسمى هذه بالأهداف العامة، وهي كالآتي:[٣]
الفهميعتبر الفهم العميق للظاهرة التعليميّة هدفاً من أهداف علم النفس التربويّ، فالفهم الجيد للظواهر التعليميّة ودراسة المتغيّرات المُتاحة والبحث عن العلاقات فيما بينها، بالإضافة إلى الأسباب والدوافع والبواعث التي تنتج عنها هذه الظاهرة، جميع هذا يُسهم في استمراريّة نجاح العملية التعليميّة، ومواءمتها للمواقف التعليميّة المختلفة، أي فهم سلوك الطلبة وتلبية احتياجاتهم المرحليّة والعقليّة والنفسيّة، وفهم الأسباب الكامنة وراء كل سلوك صادر في البيئة التعليميّة، وتصنيفهم حسب العوامل العقليّة المشتركة، وتقديم الطرق التدريسيّة لكل فئة حسب قدراتها.[٣]
التنبؤالتنبؤ هو توقّع حدوث ظاهرة معيّنة في زمن معين، بناءً على المتغيرات المُتاحة قبل حدوثها، وبالتالي دراسة العلاقة بين المتغيرات، ووضع الافتراضات على أساسها، بالإضافة إلى توقّع حدوثها والنتائج المترتبة عليها، كالتنبؤ بالتخصّصات التي ستُتاح للطلاب تِبعاً لتحصيلهم الدراسي في الثانوية العامة، كما أنّ التنبؤ في مجال علم النفس التربوي قد لا تكون نتائجه حتمية، إلا أنّه عمليّة مهمّة في هذا المجال، فمن الممكن أن يُسهم في حل الكثير من المشكلات التربويّة والتعليميّة التي تحدث في ظروفها المختلفة، فعند تصنيف الطلبة الموهوبين عن الطلبة العاديين عن الطلبة ضعيفي التحصيل، فإنه من الممكن التنبؤ بحاجاتهم، فمثلاً الطلاب الموهوبون بحاجة إلى البرامج الإثرائية التي تُشبع قدراتهم العقليّة، فإرفاقها في البرامج التعليميّة للموهوبين يوفر الكثير من المشاكل السلوكيّة الناتجة عن عدم ملاءمة المادة التعليميّة لهذه الفئة من الطلبة.[٣]
الضبطالضبط هو بعض الإجراءات التي يتخذها صاحب العمليّة التعليميّة تجاه بعض المتغيّرات السببيّة، ودراسة العلاقات التي بينها، ومحاولة التحكّم والسيطرة عليها، وضبط المُخرجات والنتاجات التعليميّة وِفق المطلوب قدر الإمكان، والتمكن من إتمام العمليّة التعليميّة بنجاح، إلا أنّه نتيجة لكثرة المتغيرات وتفاعلاتها وظروفها فإنه من الممكن أن تُصبح عملية الضبط غير ممكنة نوعاً ما في بعض الأحيان كظهور بعض المتغيرات المُفاجئة، والتي من غير الممكن ضبطها، كاختلاف الظروف الجويّة، أو المرض المفاجئ.[٣]
الأهداف الخاصة لعلم النفس التربويأما الأهداف الفرعية أو الخاصة فقد كانت تُعنى بالعناصر المهمّة في العملية التعليمية، وجميع المتغيرات المؤثرة فيها، والمُسببات التي ساهمت في ظهور ظاهرة ما، أو فهم المشكلات التعليمية والتربوية، وبالتالي إيجاد الطرق المناسبة لحلها، وهي هدفان رئيسان على النحو الآتي:[١]
اختلف الباحثون في تحديد مواضيع علم النفس التربوي تِبعاً للظواهر التي يدرسها، والمشكلات الناتجة عن العمليّة التعليميّة، وسيكولوجية التعلم، فتنوعت موضوعاته بتنوع الباحثين فيه، والحقبة الزمنيّة المعنيّة به، إلا أنه وُجد إجماع من المؤلفين في مجال علم النفس التربوي على أنه علم يَدرس المواضيع الآتية:[٣]
يُساعد علم النفس التربوي القائمين على العملية التعليمية في الكثير من المجالات على النحو الآتي:[٢]
المقالات المتعلقة بأهداف علم النفس التربوي