السجع
يعتبر السجع من المحسنات البديعية ومن الوسائل التي يستخدمها الأديب أو الشاعر لإظهار مشاعره وعواطفه، ويكون في النثر فقط، وقد يستخدم السجع بهدف التأثير في النفس وغيرها من الوظائف اللغوية المتعددة، ويعرّف بأنّه توافق فواصل الجمل في الحرف الأخير، والفاصلة هنا معناها الحرف الذي تنتهي به الجملة، ومن المعروف أنّ السجع قد استخدم قديماً بهدف لفت انتباه السامعين عند سرد القصص أو الحكايا، وأيضاً استخدم كوسيلة جماليّة تجمّل الكلام، وتكسبه الإيقاع المناسب للوجدان، وقديماً كان السجع يشكل أيضاً وسيلة للحفظ، وقد وردت أساليب السجع أيضاً في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن أهمّ المحسّنات اللفظية الأخرى: الطباق، والمقابلة، والتورية، وحسن التعليل، والمشاكلة، والمبالغة والتبليغ، والغلو، والإغراق.
أنواع السجع
يقسّم السجع إلى ثلاثة أنواع، وهي:
- السجع المطرف: وهو اختلاف الفاصلتين في الوزن، أي بمعنى آخر اختلاف نهايتي الجملة في الوزن، ومن الأمثلة عليه قوله تعالى: "مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا".
- سجع الترصيع: في هذا النوع من السجع تتوافق كل كلمات الجملة الأولى أو البعض منها مع كل أو البعض من كلمات الجملة الثانية في القافية والوزن.
- السجع المتوازي: وهو عكس السجع الترصيع، وهو ما اتفقت فيه الفقرتان في آخر كلمتين فقط.
- السجع المتوازن: وهو ما اتفقت فاصلتاه في الوزن ما عدا الحرف الأخير.
- قد يقسم السجع أيضاً حسب طوله إلى ثلاثة أقسام، وهي:
- السجع الطويل: وهو السجع الذي يتكون من 11 إلى 12 لفظة، والحدّ الأقصى 15 لفظة.
- السجع المتوسط : وهو الذي يتوسط بين السجع الطويل والسجع القصير.
- السجع القصير: وهو أن تتألّف كل من السجعتين من ألفاظ قليلة، وكلّما قلت الألفاظ كلما كان السجع أجمل.
شروط السجع في اللغة العربية
من أهمّ الشروط التي ينبغي توافرها في السجع ليكون حسناً ما يلي:
- أن تكون المفردات المستخدمة مألوفة ومفهومة للقارئ وأيضاً خفيفة على السمع .
- أن تكون الألفاظ خادمة للمعاني تابعة لها، لا المعاني تابعة للألفاظ، وهذا يتحقق من خلال أن لا يكون هناك زيادة في الألفاظ أو نقص، وذلك بهدف الوصول إلى سجع حسن وجميل.
- أن تدلّ كلّ واحدة من السجعتين على معنى يختلف على ما دلت عليه الأخرى، وذلك حتّى لا يكون السجع تكراراً غير مفيد.
- يجب الوقوف على نهاية كلّ فقرة بالساكن، وذلك بهدف الحفاظ على نغمة الإيقاع.