قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ). يُعرِّف العارفون بالله الدنيا على أنّها دار اختبارٍ وامتحان؛ فقد بُنيتْ وأُسستْ على ابتلاء النّاس لِامتحان صبرهم، ومقدار ثباتهم، وإيمانهم بالله، فإنْ تجاوزوا فَتَرات الابتلاء بنجاحٍ رُفعتْ قيمتهم في الدّنيا والآخرة، وإلّا خسروا كلَّ شيء.
إنَّ الابتلاء ضرورةٌ حَتميةٌ يُعرف من خلِالها الصّالح من السّيئ، والمُؤمن من ضَعيف الإيمان من غيرِ المؤمن، وكلّما ارتفعت منزلةُ الإنسان عندَ اللهِ تعالى ازداد ابتلاؤه؛ لِذا فإنّ الأنبياء والرّسل - عليهم السّلام - هُمْ أكثر النّاس ابتلاءً، ومنزلتُهم هي الأعلى على الإطلاق. لِلابتلاء أنواعٌ عديدة؛ لذا فإنّ الإنسان لا يدري ولا يَعلم من أينَ سيُؤتى، وقد أتى هذا التنوّع في الابتلاءات كنتيجةٍ طبيعيةٍ لِتنوعِ النّاس واختلاف طَبائعهم، فما يُحفز البعض قد لا يُحفز الآخرين، هذا عدا عن اختلافِ درجات إيمان الأفراد أساساً، وفيما يلي بيانٌ لأنواع الابتلاء.
أنواع الابتلاءاتيجب على الإنسان المُبتلى أنْ يتعامل مع ابتلائه بالصبرٍ والحمد، إذ يجب على العبد المؤمن أنْ يُظهر خضوعَهُ لله تعالى في كافةِ الأوقات، وأنْ لا يُخالف ظاهره باطنه؛ كأن يجحد فضلَ الله تعالى عليه في باطنهِ في الوقت الذي يتظاهرُ فيه أنَّه دائمُ الشّكر لِله أمام الناس.
إنّ الابتلاء - خاصة من النوع الأول - لا يعني أبداً السّكون، بل يجب على المؤمن أنْ يسعى وأنْ يبذل ما بوسعه لِتغيير الحال إلى حالٍ أفضل؛ فالله تعالى يحب العبد الذي يَعمل بكلِّ طاقته لِتحقيق الغاية من خلقه.المقالات المتعلقة بأنواع الابتلاء