مُمارسة الرّياضة أمر ضروريّ جدّاً لضَمان صحّة الجسم مهما كان عمر الذي يمارسها؛ فعلى الطّفل الصّغير ممارسة الرّياضة التي تُناسبه؛ حتّى ينمو بشكلٍ طبيعيّ، وعلى الشاب ممارستها للحفاظ على جسمٍ متناسقٍ، ورشيقٍ، وقويٍّ، وعلى الرجُل الالتزام بها للحفاظ على جسمٍ سليمٍ خالٍ من الدّهون، ومن الضّروري أن يُمارسها كبير السنّ؛ لتفادي الأمراض وأعراض الشّيخوخة.[١][٢]
إنّ عدم مُمارسة أيّ نوع من الأنشطة الرياضيّة سيُعرِّض الشّخص إلى الإصابة بأمراض مُزمنة مُتعدّدة، كما سيؤدّي إلى كسب الوزن الذي يُعدّ سبباً رئيسيّاً للإصابة بأمراض عدّة، منها: انسداد الشّرايين؛ حيث يُعدّ انسدادها سبباً رئيسيّاً للجلطات، وارتفاع ضغط الدّم، وأمراض القلب، والسُّكّري، كما يؤدّي إهمال مُمارسة الرّياضة إلى الشعور بالخمول الدّائِم، وتقلُّب المزاج بشكل مُستمرّ، ممّا يؤثّر على حياة الفرد اليوميّة.[٣]
آليّة حرق الدّهون بمُمارسة الرّياضةيكتسب الإنسان طاقةً تكفي يومه عن طريق الغذاء، وتُقاس هذه الطّاقة بوحدة الجول أو السُّعرات الحراريّة؛ حيث يَستخدم الجسم الأكسجين الذي يحصل عليه في عمليّة الشّهيق من أجل حرق الطّعام بعد أكله، فتنتج الطّاقة التي يستخدمها الجسم في نشاطه اليوميّ، فإذا زاد مقدار الطّاقة عمّا هو مطلوب في اليوم تَحوّلت هذه الطّاقة إلى دهونٍ تُخزَّن في الجسم لتُستخدم في وقت لاحقٍ حين يحتاج الجسم إلى طاقة، أمّا في حال قلّت الطّاقة المُكتسبة عن المقدار اليوميّ المطلوب فسَيحرق الجسم الدّهون المُخزّنة في الجسم في وقت سابق؛ لتعويض الطّاقة التي يحتاجها.[٤]
عندما يُمارِس الإنسان الرّياضة فإنَّهُ يزيد من حاجته للطّاقة أي السُّعرات الحراريّة في اليوم، ولهذا سيحرق الجسم الدّهون المُخزّنة، ولكن يحدث هذا فقط في حال كانت كميّة الطّعام المُستهلكة وما أنتجته من طاقة تُعادِل المقدار اليوميّ المطلوب أو تقلّ عنه، أمّا في حال زادت عنها، فهناك احتمالان: إمّا عدم حصول أيّ نتيجة؛ ويحدث ذلك عند تعادُل مقدار الجهد المبذول مع كميّة الطّعام الزّائدة، وإمّا الاحتمال الآخر وهو تخزين الطّاقة على شكل دهون في الجسم؛ وذلك عند زيادة كمّيّة الطعام المُستهلكة عن الجهد المبذول، ويُستنتَج ممّا سبق أنّهُ في حال أراد الشّخص أن يَحرق الدّهون، فيجب عليه أن يُقلّل من الاستهلاك اليومي للطّعام، أو يُضاعفَ الجهد اليوميّ المبذول، مثل: مُمارسة الرّياضة، أو القيام بهما كليهما للحصول على أفضل نتيجةٍ.[٥]
من الأخطاء الشّائعة بين من يُمارسون الرياضة لتخفيف الوزن عدم بذلهم مجهوداً كافياً أثناء التّمرين، ظنّاً منهم أنَّ مُجرّد تحريك أعضاء أجسادهم بضع حركات لخمس دقائق كافٍ لحرق الدّهون في أجسامهم؛ حيث يستهلكون سعراتٍ حراريّةً قليلةً، وهي غير كفيلة بجعل الجسم يحرق ما عنده من دهون، حتّى إنَّ بعضهم يكافؤون أنفسهم بعد التّمرين بتناول وجبات طعام دسمة، ممّا سيزيد الأمر سوءاً؛ ويعود عليهم بنتائِج عكسيّة، وبهذا سيكتسبون المزيد من الوزن.[٦][٧]
أفضل وقتٍ لممارسة الرياضةإذا مُورست الرياضة بشكلها ووقتها الصحيحين فإنّها ستكون الحلّ المِثالي لحَرق الدهون في الجسم، بالإضافة إلى منحها الجِسم القُدرة على الاستمرار في حرق الدهون حتّى بعد الانتهاء من مُمارستها؛[٨] حيث أكّدت الدراسات التي أُقيمت في هذا المجال على أهميّة البدء بممارسة الرياضة في أوقاتٍ مُعيّنةٍ ومدروسةٍ؛ لتحقيق أكبر فائدةٍ منها في مجال خسارة الوزن وحرق الدهون، إلّا أنّ الكثير من ممارسي الرياضة يجهلون أهميّة اختيار الوقت الصحيح لذلك، ممّا يبقيهم عاجزين عن حرق الدهون وخسارة الوزن، حتى مع اتّباع نمطٍ سريعٍ ومُستمر من التمارين الرياضيّة. [٩]
ممارسة الرياضة في الصباح الباكريُفضّل البدء بممارسة التمارين الرياضيّة فور الاستيقاظ من النوم وقبل الفطور؛ حيث أكّدت الدراسة التي نشرتها جامعة نورثمبريا في هذا المجال أنَّ الأفراد الذين يبدؤون بممارسة الرياضة في الصباح وقبل الإفطار يحرقون الدهون بنسبة أعلى بـ 20% من هؤلاء الذين يُمارسون الرياضة بعد تناول الفطور، كما أنّ أجسامهم لم تطلب كمياتٍ زائدةً من الطعام؛ لتعويض النشاط الصباحيّ الذي خضعوا له كما كان الحال لدى الفئة الأخرى التي تناولت الفطور قبل ممارسة الرياضة، كما أكّدت الدراسة على ضرورة شرب المياه أو العصائر الطازجة أثناء ممارسة الرياضة؛ وذلك لتجنّب التعرّض لحالات الإغماء أو الإرهاق، مع ضرورة أخذ الحالة الصحيّة في عين الاعتبار، خاصةً لمن يعانون من مرض السكر؛ إذ عليهم استشارة الطبيب المختصّ فيما يتعلّق بممارستها.[١٠]
ممارسة الرياضة في المساءوقت المساء من الأوقات التي تُفضَّل فيها ممارسة الرياضة؛ حيث تكون العضلات في أفضل حالة مرونةٍ لديها، كما تكون الرئتان نشيطتين إلى حدٍّ كبيرٍ، ممّا يُساهم في رفع مستوى الأيض والتمثيل الغذائيّ للفرد، ويؤدّي ذلك إلى زيادة نشاط الجسم واستهلاكه للطّاقة وحرق الدهون،[١١] مع الحرص على تجنّب الخلود للنوم بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة؛ حيث يحتاج الجِسم إلى فترةٍ من الراحة بعد التمارين؛ وذلك تجنّباً للتعرض لحالات الأرق أو صعوبة النوم التي تحدث نتيجة ارتفاع مُعدَّل هرمون التوتّر أثناء ممارسة الرياضة، والذي يُشكِّل بدوره عاملاً مهمّاً في عمليّة الأيض وحرق الدهون. [١٢]
ممارسة الرياضة قبل الأكلتُساعد ممارسة الرياضة قبل الأكل على التقليل من الشهية نحو الطعام، ممّا يؤدّي إلى خفض كمّيّة الطعام التي يتناولها الفرد في كلّ وجبة، كما تُقلّل الرياضة الإحساس بمشاعر التعب والإرهاق؛ أي إنَّ الرياضة قبل الأكل تُساعد على رفع مُستوى طاقة الجسم، وتحسين المزاج والنفسيّة، ورفع الطاقات الذهنيّة للفرد لما تبقّى من يومه.[١٣][١٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بأفضل وقت للرياضة لحرق الدهون