الدعاء يسعى الإنسان في حياته إلى تحقيق الكثير من الأحلام والأماني التي راودته منذ صغره، والتي غالباً ما تتعلّق باحتياجاتٍ ماديةٍ أو معنويةٍ أو عاطفية، تُغيّر مسار حياته إن استطاع الوصول إليها؛ وهي كثيرةٌ ومتنوّعة ولعلّ أهمها السعة في المال، والرزق بالولد أو الزواج للعازب أو راحة البال أو محبة الخلق، أو الشفاء من علة جسدية، أو النجاح في العمل أو الدراسة وما شابه ذلك.
قد يتأخّر الفرد في نيل مراده، وقد يصبر لأشهرٍ أو سنواتٍ دون أن يرى شيئاً من أمانيه على الواقع، وهذا قد يجعله عبوساً ساخطاً على حياته، كارهاً لنفسه، حسوداً لغيره، لكن الله عزّ وجل ألهم المسلمين وسيلةً سريعة لتحقيق الأمنيات وهي "الدعاء" والتضرّع إلى الله لقوله تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". وقد جعل هناك أوقات مفضلة لدعاء المسلم تعجل له في الاستجابة، وفيما يلي بعض منها.
أفضل أوقات الدعاء المستجاب للمسلم - الدعاء في ليلة القدر: التي خصّها الله تعالى بعظيم الشأن لقوله: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ". وهذا جعل منها وقتاً مناسباً لاستجابة الدعاء، حيث تتزل فيها الملائكة إلى الأرض لتستمع إلى أدعية المسلمين المتضرّعين إلى الله، وتسأل الله لهم الإجابة السريعة.
- الدعاء في جوف الليل: وهو من أفضل الأوقات المعروفة لاستجابة الدعاء، وهي فترة ما بعد الساعة الثانية عشرة والتي تمتدّ إلى صلاة الفجر، وهذه الفترة ينزل الله تعالى فيها ليستمع إلى الداعين المستغفرين ليغفر لهم ويحقّق أمانيهم.
- الدعاء عند نزول المطر: وفيها تفتح السماوات أبوابها ويعجل الله للداعين أثناء المطر تحقيق أمانيهم التي يدعون بها الله في هذا الوقت المبارك.
- الدعاء وقت الشدة أو المرض: حيث إنّ الإنسان في وقت مرضه يكون الأقرب إلى الله تعالى ويُستجاب له دعاؤه، لذا عليه أن يدعو في مرضه لنفسه وللآخرين فإنّ دعوته مستجابة بإذن الله.
- الدعاء للحاج أو المعتمر: حيث إنّ دعاء المسلم أثناء وجوده على أرض مكة المكرمة يُعتبر من أفضل الأماكن لاستجابة الدعاء، وذلك أثناء طوافه بالكعبة المشرّفة للحجة أو العمرة، وخاصّةً دعاء يوم عرفة.
- الدعاء عند السفر: وفيه يُستجاب الدعاء للمسافر في الطائرة أو الحافلة إلى مكانٍ بعيد طلباً للرزق أو العمل.
- دعاء يوم الجمعة: حيث إنّ الدعاء في آخر ساعة من عصر يوم الجمعة يُستجاب له من الله عزّ وجل.
- الدعاء أثناء الأذان أو بين الأذان والإقامة: وهي من الأوقات المحبّبة للدعاء والتي تعجل للمسلمين استجابة الدعاء.
- الدعاء في الصلاة: حيث إنّ الدعاء أثناء سجود المصلي يُعدّ من أكثر الأوقات استجابةً للأدعية، لأن العبد يكون الأقرب إلى ربه، كما أن الدعاء بعد التشهّد الأخير وقبل السلام من الأوقات الأخرى التي يستجاب بها الدعاء.
- دعاء المظلوم: وهذا الدعاء ليس بينه وبين الله حجاب؛ فإذا دعا الظالم على من ظلمه يستجيب الله له ولا يخيب رجاءه.
- الدعاء بظهر الغيب: حيث إنّ دعاء المسلم لأخيه المسلم دون علمه فيه تفريج للكرب وفتحٌ للأرزاق.
- دعاء الصائم: وعليه فإنه يستجاب للصائم العابد في رمضان دعاءه وخاصةً قبيل أذان المغرب بدقائق.