النبي صلى الله عليه وسلّم في رمضان كان النبي صلى الله عليه يستغل شهر رمضان المبارك في العبادات، فسيرته العطرة ترينا أنّ حاله في هذا الشهر ليس كسائر الأشهر، لأنه شهر الخير والبركات، وشهر العتق من النار، والمسلم الحقيقي هو من يتتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم ويقلدها ويتبعها ليكسب الأجر والثواب ، قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب: 21] ، فيجب عليه الاجتهاد في هذا الشهر، فما هي الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلّم في هذا الشهر الفضيل؟
أعمال الرسول في رمضان - يعجّل الفطور ويؤخّر السحور؛ وأمر صلى الله عليه وسلّم أمته بذلك، حيث كان يفطر بعد غروب الشمس مباشرةً، فكان يفطر قبل الصلاة على رطبٍ، فإن لم يجد فيفطر على تمرٍ، وإن لم يجد فيشرب بعض الحسوات من الماء، وليس صائباً ما يفعله بعض المسلمين في تأخير الفطور إلى ما بعد صلاة المغرب أو حتى العشاء، كما أنه صلى الله عليه وسلم حث على السحور، ففيه البركة والخير، ومن هديه أنه كان عليه الصلاة والسلام يؤخره إلى ما قبل الفجر بوقتٍ قليلٍ، وكان يدعو بالخير في الدنيا والآخرة.
- يقيم الليل في الصلاة، حيث كان عليه الصلاة والسلام يصلي إحدى عشرة ركعةً يطيل فيها قراءة القرآن الكريم.
- يقرأ القرآن الكريم ويتدارسه بشكلٍ زائدٍ عن بقية أيام السنة.
- يُنفق في سبيل الله، ويزيد جوده في هذا الشهر، فهو كان أجود الناس في الأيام العادية ولكن كان يزيد هذا الجود في رمضان، وذلك ببذل العلم، والمال، وإطعام الجائع، ووعظ الجاهل.
- يُخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، وأمر المسلمين بإخراجها، كما ثبت من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (فرَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكرِ والأنثى، والصغيرِ والكبيرِ، من المسلمينَ، وأمَر بها أن تؤدَّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ.) [صحيح البخاري]
- كان يخص عليه الصلاة والسلام الأيام العشر الأخيرة من الشهر بمزيدٍ من التعبّد فكان:
- يقيم أغلب الليل بالطاعات وربما الليل كاملاً ، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر) ]صحيح مسلم]، وفسّر البعض شدّ إزارة بأنه اعتزل نساءه ليتفرّغ للعبادة، وهناك من فسّرها أنها كنايةً عن الاجتهاد والجد في العبادة، كما كان يوقظ أهله من النوم للصلاة، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلّم كان يوقظ عائشة من النوم عندما يفرغ من تهجده ويريد أن يوتر، كما كان يطرق الباب على علي وفاطمة ليقوما الليل.
- يعتكف طيلة العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر، فكان يعتزل الناس، ولا يخالطهم، ولا ينشغل بهم، وإنما يمضي أوقاته بالذكر ومناجاة الله وتأدية الطاعات.