فيروس التهاب الكبد سي هو فيروس مُغلّف يحتوي على المادّة الوراثيّة الخاصة به على شكل حمضٍ نوويّ ريبيّ (RNA)، ويبلغ قطره حوالي 50 نانومتر، ينتمي إلى أُسرة الفيروسات المُصفّرة، وهو فيروس يؤثّر في المقام الأول على البشر، إلا أنّه تم العثور على حالات إصابة منه لدى الشّمبانزي.
يُعتبر الحمض النوويّ الريبيّ للفيروس قابل للتّغيير إلى حدّ كبير، ويعود ذلك بسبب عدم وجود آليّة تدقيق فعّالة أثناء تكاثره، وهذا ما يجعل الفيروس يخضع للتطوّر مع مرور الوقت، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الفيروس قادر على من الفرار من نظام المناعة للمُضيف إذا لم يتمكّن من تحديد والقضاء على الفيروس بشكل فعّال؛ لأنّ المناطق المُعرّضة للطّفرة شديدة التّباين في هذا الفيروس، تلك الطّفرة التي ترمز للبروتينات المُغلِّفة، ومع تغيّر هذه البروتينات في الفيروس يفشل الجسم في التعرّف عليه، ونتيجة لذلك، فإنّ مُعظم المُصابين بالتهاب الكبد سي يتطوّر المرض لديهم ليتحوّل إلى عدوى مُزمنة، بالإضافة إلى ذلك، يُعيق هذا التّباين تطوير لقاح فعّال ضدّه، أما بالنّسبة للفيروس سي الخامل فهو الفيروس يبقى في الجسد، إلا أنّه لا يُسبّب أيّ من الأعراض التي تدلّ على وجوده، فيكون في حالة خمول ولا يتكاثر بسرعة عالية كما في الحالة الحادّة من المرض.[١]
التهاب الكبد الوبائي سيالتهاب الكبد الوبائي سي هو مرض كبديّ مُعدٍ سببه الفيروس سي، يتراوح هذا المرض في شدَّتِه من مرض خفيف يدوم بضعة أسابيع إلى مرض خطير يُهاجم الكبد مدى الحياة، ينتشر في المقام الأول من خلال الاتّصال مع دم الشّخص المُصاب، والتهاب الكبد سي يمكن أن يكون مرضاً حادّاً أو مزمناً.
كثير من المرضى المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي المُزمن قد لا تظهر عليهم أعراض مرض الكبد، وإذا كانت الأعراض موجودة فإنّها عادةً ما تكون خفيفة، وغير مُحدّدة، وتأتي على فترات مُتقطّعة، ويمكن أن تشمل ما يأتي:[٣]
إذا كان المريض يعاني من آلام شديدة، وتظهر أعراض وعلامات واضحة تتراوح بين التّعب الشّديد، وضعف العضلات، وفقدان الشهيّة، والغثيان، وفقدان الوزن، والحكّة، والبول الدّاكن، واحتباس السوائل، وانتفاخ البطن فلا بدّ من اللجوء إلى الفحص السريريّ التي تثظهر ما يأتي:
من المضاعفات التي قد تُصيب المريض خارج نطاق الكبد، والتي تحدث في 1-2٪ من الأشخاص الذين يُعانون من التهاب الكبد سي، هي قلّة وجود الغلوبولينات البرديّة في الدّم، والتي تتسم بما يأتي:
ينتقل الفيروس عن طريق الدم المُصاب إلى السّليم، ومن أهمّ طرق انتقاله ما يأتي:[٤]
قبل البدء بالعلاج يجب تشخيص وجود الفيروس في الكبد عن طريق أخذ عيّنة من أنسجة الكبد لتحديد مدى التليُّف الذي أصاب أنسجة الكبد، واختبار وجود الفيروس في الدم، وفحص مُستوى إنزيمات الكبد، فإذا كانت الإصابة بالفيروس بسيطة فمن الممكن ألّا يخضع المريض لأيّ علاج؛ لأنّ مُعظم العلاجات لها تأثير سلبيّ كبيرعلى الإنسان، ومعظم الأطباء يُفضّلون العلاجات التي تُساعد على تدمير الفيروس داخل الكبد، ولكن لا توجد معرفة كافية بكفاءة هذه العلاجات في مُحاربة الفيروس. ويُعتبر الإنترفيرون من أفضل العلاجات المُستخدمة لكنّه لا يُستخدم في الكثير من حالات الإصابة بالمرض؛ لأنّه متبوع بأعراض جانبيّة شديدة، مثل: أعراض الإصابة بنزلات البرد، وانخفاض مُعدّل الهيموجلوبين وكريات الدم البيضاء والصفائح الدمويّة، ويمكن أن يُعاني المريض من الإعياء الشّديد، والشّعور بالإحباط والتوتّر، وتُعتبر زراعة الكبد من العِلاجات المُستخدمة لعلاج التهاب الكبد الوبائيّ، إلّا أنّ أعداد المُصابين تفوق أعداد المتبرّعين.[٥]
الوقاية من الإصابة بالفيروسلا يوجد لقاح لحدّ الآن لهذا الفيروس، ولكن هذه بعض الطرق للوقاية من الإصابة به:[٦]
المقالات المتعلقة بأعراض فيروس سي الخامل