أسباب ثورة 1919

ثورة 1919

يسطِّر التاريخ في صفحاته الأحداث التي غيّرت مجرى حياة الناس، والثورات هي أحد هذه الأحداث المهمة التي تضع بصمتها للشعوب، فالظلم والاستعمار والاضطهاد وغيرها من الأسباب سواء كانت اقتصاديةً أم اجتماعيةً تؤدي إلى خروج الناس عن صمتهم والثورة ضد الأمور السلبية والتي تؤثر في حياتهم وتسلبها متعتها، وثورة 1919 هي ثورة الشعب المصريّ ضد الظلم البريطاني، وكانت بقيادة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية في ذلك الوقت.

لقد امتازت هذه الثورة عن غيرها من الثورات بأنها المرة الأولى التي تجتمع جميع فئات الشعب وطبقاته مع حركةٍ شعبية، حيث إنّها شملت البلاد جميعها، لذلك اعتبرها المؤرّخون بأنها نموذج للثورات الحقيقيّة، فاجتماع الناس واتفاقهم حول قيادة واحدة وأفكارٍ مشتركةٍ من الأمور صعبة التحقيق في الثورات، كما أنّها كانت المرة الأولى التي تشارك المرأة المصرية بالثورة إلى جانب الرجال.

أسباب ثورة 1919

تتعدد الأسباب التي كانت وراء اندلاع ثورة 1919 في مصر، ولكن من أهمها المعاملة القاسية التي كان الشعب المصريّ يتلاقاها من الدولة البريطانية المستعمرة لأراضيها، حيث تم استغلال خيرات البلاد لتأمين تكاليف الحرب العالميّة الأولى التي كانت بريطانيا جزءاً منها، كما أنّ الحكومة البريطانيّة أجبرت المئات من الفلاحين بالدخول إلى صفوف الحرب لحماية خطوطها، مما أدّى إلى زيادة الحقد المصري عليها ورغبته الخالصة بالاستقلال ونيل الحرية.

كما أنّ كثرة الأحكام العرفية بحق المواطنين المصريين من قبل الحكومة البريطانية كانت من أسباب اندلاع الثورة، فالأحكام العرفيّة عبارة عن نوعٍ من أنواع الحكم للبلد، حيث تقوم القوات العسكرية بموجب هذا الحكم بالسيطرة على منطقةٍ ما أو بلدٍ ما، وعند فرض هذا الحكم فإن المحاكم العسكرية هي التي يمكنها الفصل في القضايا.

وكان نفي سعد زغلول وشعراوي باشا وحمد الباسل إلى مالطة هو السبب المباشر لاندلاع الثورة، فبعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى طالب سعد زغلول بالسماح للوفد المصري بالمشاركة في مؤتمر الصلح في باريس، إلّا أنّ الحكومة البريطانية رفضت ذلك، وعندما أصر سعد زغلول على مطالبه نفته وأصدقاءه إلى مالطة، فخرج الناس مطالبين بالإفراج عن سعد ورفقائه وكانت الثورة بقيادة صفية زغلول.

نتائج ثورة 1919

لقد استطاعت ثورة 1919 أن تؤتي ثمارها بأنْ أفرجت الحكومة البريطانيّة عن سعد زغلول، وتم إلغاء الأحكام العرفيّة، ووعدت هذه الحكومة البريطانيّة الشعب المصري بحصوله على استقلاله بعد مرور ثلاث سنوات من الثورة مقابل الإبقاء على القوات البريطانيّة في مصر.