اليابان لطالما ضربت دولة اليابان مثلاً رائعاً ونموذجاً واضحاً في التطوّر والتقدّم والازدهار، واحتلّت مكانة مرموقة بين دول العالم المتقدم كأحد أهمّ الدول التي صنعت المعجزات بعقلها، رغم ما مرّت به من كوارث طبيعيّة وظروف سياسيّة كادت أنّ تقضي على مستقبل شعبها إلى أبد الآبدين، ممّا جعل البعض يُطلق عليها اسم كوكب اليابان، تعبيراً عن كونها عالماً مُصغراً يعيش بمعزل عن الفوضى الكونيّة والتراجع الحضاري والتخلّف التقنيّ والفقر والحروب.
قبل الحديث عن الأسباب التي تقف وراء هذا التطوّر اللامحدود في كافة الأصعدة والجوانب الحياتية، لا بدّ من تسليط الضوء بشكل مباشر على أهمّ المعلومات المتعلقة بهذه الدولة، من حيث التسمية والموقع الجغرافي واللغة وغيرها، علماً بأنّ اليابان تُسمّى عالمياً بـ Japan، بينما يُطلق عليها اليابانيون اسم نيهون، ويعني هذا الاسم مصدر الشمس، كما وتقع بين كل من المحيط الهندي وبحر اليابان.
أسباب تطور اليابان - لجأت اليابان إلى إقامة دولتها على أساس ديمقراطي متين، يحترم الإنسان والإنسانية، ويحارب كافة أشكال الفساد والاضطهاد والعبوديّة والظلم، ويعامل كافة أفراد الشعب بطريقة عادلة، ضمن نظام قضائيّ تحكمه مجموعة واضحة ومحدّدة من القوانين والأنظمة، مرفقة بمجموعة من العقوبات الرادعة لكل من يخالفها.
- يهدف هذا النظام بصورة رئيسيّة إلى توظيف كافة الموارد المتاحة والسعي إلى اغتنام الفرص لتحقيق التنمية المستدامة في كافّة قطاعات الدولة.
- قوّة النظام التعليميّ الفعّال القائم على التفكير النقدي والتحليل والربط بين الأمور، والبعيد كلّ البعد عن التلقين والأساليب السرديّة التي تحدّ من الإبداع والابتكار، كان ذلك من أهم الأسباب التي تقف وراء ذلك التطور.
- الحرص على الالتزام بالأخلاق الحميدة، وغرسها في نفوس وعقول وقلوب الأطفال، حيث هناك اهتمام كبير جداً بتعليم الأطفال السلوك السليم، على اعتبار أنّهم المورد الأساسيّ الذي يقوم عليه مستقبل اليابان، لذلك توجد في اليابان مادّة يُطلق عليها اسم الطريق إلى الأخلاق، يتمّ تدريسها إلى التلاميذ في المراحل التعليميّة الأولى، أي من الصفّ الأول ابتدائيّ لغاية الصف السادس.
- لا يوجد رسوب في المراحل التعليمية الأولى، لأن الهدف منها إنشاء جيل ذو تربية سليمة، مع الحرص على بناء الشخصيّات وليس حفظ المعلومات وتكديسها في العقول.
- الاهتمام الكبير جداً في النظافة، والحرص على الترتيب سواء في المحيط الداخليّ أو الخارجيّ للأشخاص، علماً أنه لا يوجد في البيوت اليابانية خدم، ويقع على عاتق الوالدين المسؤولية الكاملة في رعاية الأبناء، ويجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال في المدارس يشاركون في تنظيف صفوفهم كلّ يوم لمدّة لا تقلّ عن ربع ساعة مع المدرسين، وذلك حرصاً على ظهور جيل متواضع يؤمن بأهميّة النظافة.