أدوات النصب في اللغة العربية

أدوات النصب في اللغة العربية

دخول أدوات النصب على الفعل المضارع

إنّ أدوات النصب تدخل على الفعل المضارع فتنصبه إما لفظيّاً كقولنا: لن أعصي الله ما حييت، وإما تقديريّاً، كقولنا: أحبّ أن أهدى طريق الخير، وإمّا محلّاً إن كان مبنيّاً، نحو: اجْتهدن فتنجحْنَ، فتعرب كلمة تنجحن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، وهو في محل نصب بفاء السببيّة.

شرح أدوات النصب وأمثلتها

نواصب الفعل المضارع هي عشرة أحرف كالتالي: (أنْ، لنْ، إذنْ، كيْ، لام الجحود، فاء السببية، واو المعية، حتّى، أوْ)، نذكر شرح كلّ أداة فيها مع إعطاء مثال يوضّحها:

  • أنْ: حرف مصدري ونصب واستقبال، كقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) {النساء:28}، ففي المثال المذكور سمّيت أنْ بالمصدرية لكونها تجعل الفعل بعدها في تأويل مصدر، فالتأويل للمثال هو: يريد الله التخفيف عنكم، وقد سمّيت بحرف نصب؛ لأنّها تنصب الفعل المضارع، وأمّا عن كونها حرف استقبال؛ فذلك لأنّها إن سبقت الفعل المضارع جعلته للاستقبال، وكذلك جميع النواصب هي للاستقبال أيضاً، فالفعل المضارع يدلّ على الحاضر والمستقبل.
  • لنْ: هو حرف ونفي واستقبال، كقولنا: لن تنجحَ دون دراسة، إذ نعرب كلمة تنجح على أنّها: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • إذن: حرف جواب ونصب واستقبال، كأن يقول لك أحدهم: سأجتهد، فيكون جوابك على ذلك: إذن تفلحَ.
  • كَيْ: حرف مصدريّ ونصب واستقبال، مثل: سأخرج من العمل مبكراً كي أصلَ إلى الاجتماع في الموعد المحدّد.
  • لام كَيْ: وتسمّى أيضاً بلام التعليل، نحو: أتيت المدرسة لأتعلَّمَ، فإذا ما وُضِع بعدها (أن) أو (كي)، عندئذٍ يكون الفعل المضارع منصوباً بهما لا بلام التعليل، نحو: جئت لأنْ أتعلَّمَ، أو لكي أتعلمَ.
قد تفيد اللام الناصبة معنى العاقبة والصيرورة والمآل، مثل قول الله عزّ وجلّ: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) {القصص:8}، والمقصود أنّ آل فرعون قد التقطوه، فكانت النتيجة أن كان لهم عدواً وحزناً، فعملية الالتقاط لم تكن لهذا الغرض، ولكن نتيجة الأمر كان ما تم توضيحه، وتسمّى هذه اللام بمسمّى لام النتيجة، لام الصيرورة، لام العاقبة، لام المآل.
  • لام الجحود: وتسمى في أحيانٍ أخرى لام النفي كونها تقع بعد النفي تأكيداً له، كذلك فهي تقع بعد "ما كان" أو "لم يكن"، كقولنا: ما كان جدّك ليوبّخك دون سبب، لم يكن جدّك ليوبخك دون سبب.
  • الفاء السببية: وتفيد في بيان أن ما قبلها هو سبب لما بعدها، كقوله تعالى: (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) { طه:81 }.
  • واو المعيّة: وتفيد معنى المصاحبة أي حصول ما قبلها مع ما بعدها، كقول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله عار عليك إذا فعلت عظيم تجدر الإشارة إلى أنّ الفاء السببيّة وواو المعية يشترط لنصبهما الفعل المضارع أن تقعا بعد نفي أو طلب - يقصد بالطلب: الأمر بالصيغة أو باللام، والاستفهام، والنهي، والعرض والتحضيض، والترجي، والتمنّي، وإلّا فإن المضارع بعدهما مرفوع، نذكر مثالاً واحداً على ذلك: يُكرِم المعلم المتفوِّقَ فيخجلُ الكسول.
  • حتّى: وتكون بمعنى: إلى، مثل: لن نغادر حتى يرجع محمد، أو لام التعليل، مثل: أطع والديك حتى تفوزَ برضاهما.
  • أو: شرط أن تكون بمعنى: "إلى"، مثل: لألزمنَّك أو تقضيَ ديني أو "إلّا الاستثنائية" مثل: ليطردنّ العامل أو يعتذرَ.

المقالات المتعلقة بأدوات النصب في اللغة العربية