يعرف النفاق على أنه مخالفة الظاهر للباطن، حيث إنّ المنافق يظهر الخير، ويبطن الشر، أو يظهر الإسلام ويبطن الكفر والشرك، وحذر الله عزّ وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم منهم، فافتتح القرآن الكريم سورة البقرة بذكر طوائف العالم الثلاثة فكان نصيب المنافقين ست أضعاف الكفار؛ حيث ذكر المؤمنين في أربع آيات، والكافرين في آيتين، والمنافقين في ثلاث عشرة آية، واختصهم بأعلى درجات العداء للمسلمين، حيث قال تعالى: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون:4]، وذلك لعدة أسباب أهمها أن حرب الكافرين على المسلمين معلنة وفي أيام معدودة، الأمر الذي يجعل المسلمون في حذر دائم منها، أما حرب المنافقين فهي مستمرة ودائمة، وهي في الغالب تكون في الخفاء لأنهم يعيشون بين المسلمون ويطلعون على نقاط ضعفهم.
آيات المنافق ثلاثحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من المنافقين، وذكر خصالهم في الحديث النبوي الشريف: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) [رواه البخاري]، حيث حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الصفات الذميمة؛ لأنها من علامات النفاق التي قد تؤدي إلى النفاق في الاعتقاد وبالتالي الخروج من الإسلام، وكذلك حذرنا منها حتى نعلم المنافقين الذين يخدعوننا بحلاوة لفظهم وحسن قولهم، فلا نثق بهم ولا نعتمد عليهم في شيء، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العديد من العلامات الظاهرة التي لا تحتاج إلى فراسة، وهي:
نشأ النفاق بسبب بغض الكافرين للنظام الإسلامي، ورفضهم لإقامة الإسلام في المجتمع، بدأ النفاق برفض الرسول صلى الله عليه وسلم وشريعته، حيث كان المنافقون مشركين في الأصل، ثمّ أظهروا الإسلام، وبرز النفاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بشكل كبير بعد غزوة بدر، لما قُتل صناديد قريش في بدر، وصارت الغلبة للمسلمين، أظهر هؤلاء المنافقون أنهم مسلمون وهم كفار، كما قال الله تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) [البقرة: 14]، ولا بدّ من الإشارة إلى أن النفاق هو نفسه مصطلح الزندقة في العصر الحالي.
أنواع النفاقالمقالات المتعلقة بآيات المنافق ثلاث