آداب الطعام والشراب يتناول الناس كثيرًا قواعد تناول الطعام أو ما يسمّى بالإيتيكيت، والحقيقة أنّ الإسلام قد أغنانا بأحكامه وتوجيهاته وآدابه عن كثيرٍ من الأمور التي نتلقّفها من الغرب، فقد ذكر النّبي صلّى الله عليه وسلّم عددًا من آداب الطّعام والشّراب تدلّ على عظمة هذا الدّين وشموليته لجميع جوانب الحياة، ومن هذه الآداب نذكر :
- التّسمية عند تناول الطعام، فالإنسان حين يضع بين يديه الطّعام أو الشّراب عليه أن يسمّي الله تعالى، وإنّ لذلك حكمًا منها أنّ هذا الطعام هو نعمةٌ من الخالق سبحانه وتكون التّسمية تذكيرًا بمصدر هذه النّعمة دائمًا، كما يكون في التّسمية البركة، وكذلك اجتناب الشّيطان لطعام المسلم والبعد عنه كما يكون الحال في التّسمية عند دخول البيت.
- أن يتناول الإنسان ممّا يليه من الطعام، فقد ورد التّوجيه النّبوي في ذلك حيث أنّ البركة تتنزّل في وسط الطّعام.
- أن يأكل الإنسان طعامه مع أهله وأصدقائه، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام ندب إلى الأكل جماعة، وعدم الانفراد في ذلك لأنّ الأكل جماعة يبارك فيه الله تعالى كما يكون فيه من الآثار النّفسيّة والإجتماعيّة حيث تحصل الألفة والمودّة بين النّاس، وفي الحديث ندب إلى ذلك ببيان أنّ البركة في الطعام تحصل مع الجماعة حيث قال عليه الصّلاة والسّلام طعام الواحد يكفي اثنين وطعام الاثنين يكفي ثلاثة، وقد ظهرت دراسات حديثة تؤكّد على هذا المعنى حيث بيّنت أنّ الصّفقات التّجاريّة بين النّاس يزيد احتمال نجاحها واتفاقها في حالة حضور الطّعام أو ما يسمّى بعشاء العمل.
- أن يتناول المسلم طعامه مع الصّالحين، ففي الحديث الشّريف لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي، وهذا يدلّ كذلك على أنّ للتّشارك في الطّعام أثرًا نفسيًّا واجتماعيًّا.
- ومن آداب الطّعام كذلك أن يحافظ الإنسان على نظافته ونظافة المكان الذي يأكل فيه، فكثيرًا من النّاس لا يتنبّه إلى هذه المسألة، فتراهم إذا أكلوا عند أصدقاء أو أقرباء ترك وراءه كثيرًا من الأوساخ والفضلات، والمسلم بلا شكّ يحرص على النّظافة في جميع شأنه.
- ومن آداب الطّعام كذلك أن لا يذمّ الإنسان ما يقدّم إليه، فلقد كانت سنّة النبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام أنّه إذا كره طعامًا تركه وإذا أحبّه أكله.
- وأخيرًا فإنّ المسلم يدرك أنّ الطّعام ما هو إلا نعمة من عند الله تعالى تستلزم الشّكر فمتى ما أنهى الإنسان طعامه حمد الله بصوت مرتفع حتّى يتأسّى به من حوله.